من سوق الغرب الى قانون الانتخابات…

منهل العريضي (الأنباء)

لم نكن يوما نريد أن نكتب عن موضوعٍ أردنا أن ننساه أو أن نتنأساه. ‏لكن شاء القدر أن يُعيد كتابة الحدث ولو بإسلوبٍ مختلف. ‏في سوق الغرب رسم الغرب خطاً أحمراً على حدود القصر الجمهوري وفي سوق الغرب رسمنا بالدم الأحمر حدود المواجهة.

‏وقفنا وكأننا نحارب الشرعية؛ حاربنا وكأننا نقاتل الوطن وقاتلنا وكأننا طارئيين على هذا الكيان. ‏ إنتصرنا وخطب الزعيم وليد جنبلاط في قصر بيت الدين ” لقد عاد الحق لأصحابه”. ووقف الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا ولو بعد حين وخاطب شعب لبنان العظيم ” لقد عاد الحق لاصحابه”.

بنى وليد جنبلاط أُسس العيش المشترك على صعيد الوطن فلماذا لا تقبلون بالعيش المشترك معنا في عاليه والشوف؟

عدنا الى سوق الغرب …

حاولوا زرع بذور الفتنة بإغتيال الشهيد أنور الفطايري لمنع عودة المهجرين فزرعنا والبطريرك صفير بذور المحبة وكانت المصالحة الكبرى من خلده إلى المختارة وأزهرت دماؤك يا أنور.. وبنينا بسواعد وليد جنبلاط وسواعدكم جامعة البلمند، أسكتنا المدفع ورسمنا عودة المهجرين وعمدنا الجبل في كنيسة الدر وصلينا صلاة المغرب في جامع الامير شكيب أرسلان.

و‏ماذا بعد؟ هل هناك من يريد عودة البشيرين؟

في عين تراز هناك شجرة قديمة جداً تشهد على تاريخ العيش المشترك الواحد الموحد في جبل لبنان ولمن أراد أن يُنعش الذاكرة فما عليه إلا أن يتفيأ ولو قليلاً في ظلها علها تعلمه بعضاً من الوطنية. وليسمعها تهمس في الأذنين «فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».

وأما من يتذكر عطفاً الْيَوْمَ كلمات المعلم الشهيد كمال جنبلاط عن قانون الانتخابات النسبي فليكف عن الاجتماعات الرباعية والثنائية وليعلم أن من أسقط إتفاق ١٧ أيار وحافظ على عروبة لبنان مازال ينادي بالحوار والتلاقي ولا يهمه لا نائب من هنا ولا وزير من هناك.

“وكفى الله المؤمنين القتال”.