جامع المختارة: الله، الإنسان، وليد جنبلاط!

منهل العريضي (الأنباء)

“فالمسلمون يمكنهم -إذا أرادوا بعث العزائم وعملوا بما حرَّضهم عليه كتابهم- أن يبلغوا مبالغ الأوروبيين والأميركيين واليابانيين من العلم والارتقاء، وأن يبقوا على إسلامهم كما بقي أولئك على أديانهم، بل هم أَوْلى بذلك وأحرى، فإن أولئك رجال ونحن رجال، وإنما الذي يُعْوِزنا الأعمال، وإنما الذي يضرّنا هو التشاؤم والاستخذاء وانقطاع الآمال، افلننفض غبار اليأس، ولنتقدَّم إلى الأمام، ولنعلم أننا بالغو كل أمنية بالعمل والدأب والإقدام، وتحقيق شروط الإيمان التي في القرآن: (وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين).”
الامير شكيب أرسلان من كتاب: لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟
يقف وليد جنبلاط أمام جامع الامير شكيب أرسلان متطلعاً صوب الجبال وكأن السؤال لم يعد: الى أين؟ بل: هل يكفي؟ “نحن لسنا لا شرق ولا غرب … نواجه بهدوء وحزم ومرونة الموقف وفق الظروف”. حيث أن هذا الشرق المثقل بالدماء والحروب والانقسام الديني والاجتماعي والسياسي أضحى عنوانه ألاساسي: البقاء للأصلح.
هل يكفي أننا مسلمون موحدون وحماة الثغور؟
هل يكفي أننا مع العيش الواحد المشترك؟
هل يكفي أننا استشهدنا في سبيل القضية الفلسطينية والعربية فدماء المعلم الشهيد كمال جنبلاط ما تزال تجري في عروقنا؟
هل يكفي أننا أسقطنا إتفاق الذل؟
هل يكفي أننا وأنتم تقرأون الفاتحة عن روح الاميرة مي أرسلان، نككفف دموعنا، نتضرع وندعو لكبيرنا بطول العمر؟
هل يكفي أن أحلامنا تموضعت وتواضعت فخرجنا من السجن العربي الكبير ورضينا بالسجن اللبناني الصغير، فهمس وليد جنبلاط بواقعيته وجرأته وشجاعته علَّ البعض يسمع: وآمل بأن يتمكّن (تيمور) من حماية طائفته وتأمين بقائها. بالطبع الظروف اليوم أصعب بكثير من تلك التي واجهتها أنا!!

بين كنيسة الدر وجامع الامير شكيب أرسلان تاريخ، تاريخ أصعب وأقسى سنكمله بقيادة تيمور جنبلاط متمسكين بعامود العيش المشترك تحت سماء الشيخ بشير جنبلاط وبحداثة أمير البيان الأمير شكيب أرسلان الاسلامية وعروبة واشتراكية المعلم كمال جنبلاط وإنسانية وليد جنبلاط.

وسيبقى عنوان هذا البيت: الإنسان.