نهر أبو علي.. أو مكب؟

نزير الرفاعي

أنباء الشباب

يتدفق نهر أبو علي في لبنان الشمالي، حيث ينبع من مغارة قاديشا في سفوح القرنة السوداء، ويجري في وادي قنوبين فيمر بعدة مناطق وصولا إلى مدينة طرابس، فاستقبلته بالقضاء عليه!

تقع قلعة طرابلس على الضفة الغربية للنهر، أما الضفة الشرقية فينتشر عليها سوق خضار ضخم، هو مركز إستيراد وتصريف كافة المنتجعات الزراعية، إلى جانب سوق شعبي كبير لتجارة الملبوسات والأقمشة على أنواعها، فتحظى المنطقة بنسبة كثيفة من الناس الذين إعتبروا أن النهر هو الحل الأفضل والأرقى للتخلص من السلع والمنتوجات المتلفة، وخاصة أرباب العمل منهم، والتجار أنفسهم الذين أخذتهم العادة أن يلقوا نفاياتهم في النهر، فتتراكم يميناً وشمالاً على ضفافه، تتقاذفها المياه فتختلط بها لتتلوث مغيرة لونها إلى بني، تاركة ورائها رائحة كريهة ومناظر طبيعية في غاية البشاعة، سببه قلة الضمير!

قلعة طرابلس

تتوزع قطع الخضار فيه، تغطيها قطع الثياب المتلفة، هنا “حذاء” طائش، وهناك سمكة قضت في سبيل احياء الضمير!

إن الحالة المأساوية لنهر أبو علي تظهر بوضوح أمام كل زائر، حتى أمام المسؤولين حيث عمدت الدولة إلى حل المشكلة، لكن المشكلة التي سعت إلى معالجتها هي كيفية تخفيف الزحمة في المنطقة وليس كيفية تنظيف النهر وردع كل ملوث عنه.

لقد تم سقف مجرى النهر وإنشاء مراكز تجارية عليه، وبالتالي إختفى النهر عن الأنظار، وإستقرت النفايات وأشلاء المخلفات البشرية وإختبأت تحت السقف الذي تم بناؤه، فكان حلهم أن استبدلوا الضرر بضرر أكبر.

يجب وضع قوانين صارمة تضبط كل من يرمي السلع المتلفة في النهر، وإزالة مياه الصرف الصحي عنه، حفاظاً على نظافة المياه من جهة، وسلامة الثروة السمكية والأعشاب النهرية من جهة أخرى، وكذلك من أجل إستعادة المنظر الطيبعي للنهر الذي يساهم في إزدهار طرابلس ويحافظ على طابعها السياحي والبيئي.