الزراعة شريان الحياة!

نزير الرفاعي

أنباء الشباب

تعتبر الزراعة من الأنشطة المهمة التي يمارسها الإنسان لتوفير الغذاء والكساء والمأوى، وايضا هي علم وفن لإنتاج المحاصيل النباتية والحيوانية التي تنفع الإنسان.

فما هي فوائد الزراعة ومجالاتها؟ وما هي المشاكل التي يعاني منها المزارع؟ وكيف يمكن معالجتها؟

الزراعة هي سمة حضارية وإنسانية معا، فالأمم في القديم وفي الوقت الحالي كانت تتسابق في التفنن في تخضير مدنها وأراضيها وذلك بإقامة الحدائق والبساتين والمسطحات والمواقع الخضراء وما شابه ذلك، إذ أن التخضير يرتبط بقوة في حياة الإنسان منذ إن وجد على هذه الكرة الأرضية وحتى الأن.

234

من فوائد الزراعة تقليل نسبة التلوث في الهواء وتنقيته وبالتالي التحكم في حركة الهواء ودرجات الرطوبة في الجو فهي تزيد من نسبة الأوكسجين، وأيضا مدى فعالية عناصر التشجير المختلفة في تعديل درجات الحرارة وإنعكاسات الأشعة حول المباني وبالإضافة لجمال الطبيعة فإن لها أهمية بالنسبة للإقتصاد حيث توفير وتأمين فرص العمل وتوفير الأعلاف وبالنتيجة تساهم في توفير الأمن الغذائي وتعتبر عنصر جاذبا للسياحة.

لذلك، تكمن أهمية الزراعة بإمداد المجتمع بإحتياجاته من الغذاء مع الإزدياد المستمر في الأعداد وتوفير فرص العمل ورؤوس الأموال التي تستخدم في إنشاء العديد  من المشروعات.

يعاني المزارع اللبناني من مشاكل عديدة، إن كانت أثناء عملية الزراعة أو من حيث التصريف. فترتفع كلفة البذور والنصبات من جهة وحاجة الزراعة إلى يد عاملة كثيرة ما يزيد من نفقات المزارع من جهة أخرى.

لكن المشكلة الأكبر تكمن في تصريف المنتجات والمحاصيل، حيث تتعرض هذه الأخيرة لمنافسة خارجية شديدة تمنع تسويق منتجاتنا المحلية، ما يوقع المزارع في خسارة باهظة وتكدس المحاصيل في وجهه دون أن يتمكن من الإستفادة منها.

سهل البقاع

لذا، يجب حماية منتجاتنا من المنافسة الخارجية عن طريق إعتماد سياسات حمائية كتحديد كمية الإستراد ونوعه وكذلك زيادة الضرائب على السلع الخارجية، وفي المقابل إيجاد أسواق واسعة لتصريف منتجاتنا ودعم عملية التصدير، فيتمكن المزارع من الحصول على الربح الوافر والكافي.

كما يجب تأمين كافة المقومات الأساسية للمزارع من أراضٍ واسعة وأنواع نباتات مختلفة بأسعار رخيصة إضافة إلى منح قروض زراعية بفوائد منخفضة.

إن القطاع الزراعي شريان الحياة لكافة القطاعات الأخرى. وهو وحده القطاع الذي يوفر صحة جيدة للإنسان واستمراره، فهل نوليه انتبهانا لننهض بمستقبل أخصر؟!