أستميحك عذراً معالي الوزير الوائل

أحمد حسّان

بالرغم من حراجة الأزمات التي تعاني منها البلاد وخطورتها على مستقبل الوطن وأهله ووحدته ووجوده، وبالرغم من إنشغال المقامات الوطنية الكبيرة التي تسعى خلف الحلول والمبادرات التي تجمع ولا تفرق، من الغريب والمعيب أن يبلغ الأمر بالبعض من ممثلي الأمة هذا الدرك والإنحطاط من التعاطي في الشؤون الوطنية والسياسية والإجتماعية، وهو أمر مهين ليس للمؤسسة التشريعية وتاريخها الوطني العريق، بل هو مهين لشعب يرزح أساساً تحت وطأة القهر والتسيب والفلتان والإحساس بعدم الأمان.

وأن يتستر هذا البعض بغطاء سياسي لكتلة أو حزب أو تيار، إنما يلطخ هذا الغطاء ويتسبب له بمجموعة من المشاكل والتعقيدات والمآزق الذي هو بغنى عنها، وبراء منها.

فالعقم التشريعي والمعرفي والقانوني والخدماتي والشلل السياسي الذي أصاب هؤلاء البعض يدفعهم إلى الغرق في دوامة الإتجاهات المتعاكسة ويجعلهم أسرى لمحبسين، أسر الأسلوب الإعلامي الرخيص والبالي والموتور والمجرد من كل قيم أخلاقية ومعنوية، وأسر الأسلوب السياسي الأعمى والمضطرب والذي يضرب خبط عشواء ويسير بغير هدى، فلا هو يحافظ على مبادىء وقيم وتقاليد التيار السياسي المحسوب عليه، ولا هو قادر على ركوب موجة متشددة لا إنسانية تكفيرية ستجذبه حتماً نحو القاع وستزيد من غربته وعزلته وشذوذه.

أستميحك عذراً معالي الوزير، فلا أنا بحاجة لخدماتك الشخصية، ولا أنت في وارد الخوض بمسائل شخصية وبازار الخدمات والتنفيعات اللاقانونية واللاشرعية وغير الأخلاقية التي يسعى خلفها البعض لمآرب مشبوهة، وهو ما يعزز من رصيدك الغني ويؤكد على حسن سيرتك ومسيرتك وعصاميتك.

 ولكن، ولأنني معني وطنياً، ومصاب بحساسية مفرطة من الذين يحاضرون بالعفة وينسبون أنفسهم للأنبياء، ويبيعون ذممهم وضمائرهم عند كل صياح ديك، أجد نفسي مضطراً ومعنياً بالإعتذار عن شعب إختار من بين من اختارهم لتمثيله، مَن ليس فقط من هو صوفته حمراء، بل وقفاه أيضاً، وإن كان شكله يوحي بأنه أقرب إلى سلالة اخرى منه إلى سلالة الإنسان.

أعتذر من شرفاء هذا الوطن ومن القراء الأعزاء، ولكن لكل مقام مقال ولكل زمان رجال…

——————————-

(*) أمين الإعلام في جبهة التحرر العمالي