جاء دور السويداء (الدروز) بصريح العبارة

بشار العيسى (الأنباء)

أكلت يوم أكل الشعب السوري

دعوا النعامة ترفع رأسها من الرمال، فحين ينتصر الدكتاتور لا أحد بمنجاة من لعابه الدموي.

صحيح لم ينتصر الدكتاتور التافه، لكن المتنفذون من وراء الستر يسندون أقذر الأدوار لأكثر المجرمين فاقدا للمعايير.

انتهى أمر حوران بدون الدخول في التفاصيل. فأكيد أن كل سوري راشد لديه فكرة بينه وبين نفسه عما يحدث بعكس ما يرفع التافه شارات النصر والامعة يسوق لطميات البراءة والطهارة امام تابوت او على حدود او كأس خمر لكن البلد او ما كان يسمى بالبلد او الوطن او البلاد تتزنر بهزائم مجهولة الفاعل وتقام جنازات الضحايا في بيوت القتلة.

حين يصبح تألقا شاعريا أن يفقأ السوريون النخب عيونهم عن ما يجري للبلد ويتباكون على صورة ضحية يكون المجرم قد استفرد بالبلد في تفاصيله.

السؤال اليوم الى أين السويداء التي كان البعض يظن أنها بشكل او بآخر محمية بسُورَين سور الحيادية الطائفية المناطقية بمرجعية عمامات وشوارب الجنرال زهر الدين وعمالة وئام وهاب

والسور الثاني توهَّمنا انه الحماية التي توفرها خلوات (مرجعية مشايخ دروز لبنان واسرائيل وسوريا بشخص بشخص الشيخ موفق طريف رجل الطائفة القوي في اسرائيل) لاهل الجبل بحماية واسناد الرجل القوي (اسرائيل) لكن المرج يفصح دائما عن حقيقة الزؤان في الغلال.

التفجيرات في السويداء وريفها تعكس عكس ما كتب اطفال درعا: جاءك الدور يا دكتور. بل لتلغي هذه الخصوصية الدرزية التي ظنَّ البعض وربما انا منهم، يمكنه التقوقع فيها درءا للاعظم. لكن الأعظم اتى.

فتزامن محاولة السلطة كما تدعي قصف الجيب الداعشي في وادي اليرموك ومن ثم اسقاط اسرائيل لطائرة سوخوي اعلن النظام فورا ان اسرائيل تحمي الجيب الداعشي وتدمير طائرة السلطة كان بغرض سقوط الطيار بايدي داعش لتفاوض عليه.

لكن لو دققنا اكثر ان التفجيرات المعلنة انها داعشية ضد اهلنا الدروز اتى عشية الرفض الاسرائيلي المعلن لمقترح لافروف الروسي بالقبول بالوجود الايراني على مبعدة 100 كلم من حدود الجولان المحتل، والحال لمن هذه الرسالة؟ من فتح الطريق لداعش ان تصل من جيب وادي اليرموك الى السويداء؟ من هذا الذي يضحك من الجميع وعلى الجميع وبرضا الجميع؟

لن اخوض في امور اهلنا الدروز ففيهم حكماء وعقلاء وعمامات ومرجعيات تحترق قلوبهم بالتأكيد اكثر مني على ضحايا اليوم، لكن لو اكتفينا كل بالنار التي في بيته فقط فالنيران ستلتهم الجميع. لاقصد النيران التي تلتهم اليوم كامل اليونان.

منذ اشهر ابلغت اصدقائي الكرد ان معلومات امنية دقيقة من بيت السلطة تقول أن الدور قادم عليكم بعد ادلب.

إدلب وما ادراكم ما ادلب؟

هل يعرف احدنا ما المطلوب من ادلب؟ وعفرين؟ وجسر الشغور؟ وتهجير كفريا والفوعة؟ وربما غدا نبل والزهراء.

ومتى يأتي دور إدلب؟ من يقرره ومن يسهله؟ ولماذا يتم تجميع كل سنة العرب السوريين في ادلب؟ هل ادلب مكة؟ أم ارض ميعاد؟ ام مقبرة بني امية؟ ام مخلب السلطان الى إرث يظن مقتنعا انه فقده بغير حق أم انها شيشان سوريا؟ وحميم ما حميمي؟ اهي قلعة متقدمة ام ابخازيا المتوسطية أم اوسيتيا الجنوبية؟

من يومين سمعت مدهوشا أحد الاخوة الكرد (ألدار خليل) لا ادري بأي آيات ملهمات كان ينطق: انه جاهز وقواته لتحريرإدلب. وهو وقواته التي لا تهزم تركوا عفرين خلفهم للثعالب والهرب مرغمين رغم انوفهم تاركين مئات جثامين الشهداء (قوات الحماية الكردية) مرمية والبيوت مهجورة والحرائق تتجول في عفرين. كيف يخطر له وهو ينظر في عيون رفاقه ويعلن استعداده وجهوزيته لتحرير إدلب؟ لماذا لا تحرر عفرين يا اخي؟ أهو طلب امريكي لنفهمه، كما يوحي الروسي للتركي؟ ام هو دعوة للسلطة ان تنفذ مشروعها اللانهائي لأنه ليس مشروع السلطة او الاسد، حتى تكون له نهاية. فهم (السلطة والاسد) ادوات، وادوات للايجار ككل الادوات، لكن بمتعة ورضا المحكوم المتطوع للعبودية.

سؤالي الجاد والحقيقي ولا استثني نفسي لماذا يستمتع السوري بلا سوريته؟ لماذا يركض السوري بعيدا عن بلده وبندقيته موجهة الى لا جهة؟ لماذا يجبن السوري عن ان يقول حقيقة واحدة لزوجته، لاولاده، لنفسه لحجرة على الطريق شراكته في كل ما يحدث بالصمت او بالحمقاة او العبودية؟

لماذا انحط السوري؟ النخبة طبعا، وليس الشعب المقتلع الى هذه اللاكيانية اللانسانية اللا مسؤولة عن ما يحدث لتاريخه واهله وبلده من اجل فتات ماذا؟