الفرح اسرائيلي – المأساة سورية – الضحية فلسطينية – المادة لبنانية

منير بركات (الأنباء)

تراقصت القيادة الصهيونية، وجيش الدفاع الأسرائيلي فرحا لما يجري في سوريا لاسيما في “مضايا” كإحدى ظاهرات الحرب البشعة، مما حول الإجرام والقمع الأسرائيلي للشعب الفلسطيني المهمش والضحية الى الدرجة الثانية، وأعطي ادانة مخففة امام ارتكابات حزب الله والنظام السوري والحرس الثوري الايراني والميليشيات العراقية والترسانة العسكرية الروسية  بالتنسيق مع اسرائيل، كل ذلك يحصل على نظر ومسمع العالم وبتغطية مكشوفة، ويحاول العدو الصهيوني الأستفادة  الى اقصى الحدود ليصبح أجرامه بصفة الجنحة في ظل ممارسة حيوانية تقشعر لها الابدان على قاعدة  “الغاية تبرر الوسيلة” لمواجهة ستمائة من المقاتلين في مضايا عجزت كل الامكانيات التدميرية نتيجة للصمود الأسطوري من إخضاهم، ليكون الثمن تجويع وقتل أكثر من اربعين الف مواطن معظمهم من النساء والاطفال والعجزة.

603

اليس كل ذلك وصمة عار على جبين كل المشاركين في الحصار لا سيما حزب الله الذي يقدم نفسه قاتل الأطفال من  الشعب السوري  خارج ثقافة المقاومة  المفترضة القائمة على مواجهة العدو الاسرائيلي لتشوه صورته وبشكل كامل ويرتكب خطيئة سيحاسب عليها في الدين والدنيا والآخرة لقد تحول هذا الحزب الى أداة ومادة لبنانية رخيصة في تنفيذ أوامر اسياده وكل ذلك لا ينسجم مع خطاب التسوية والمبادرات والحوار والاستقرار الداخلي .

لقد غرق الجميع في الوحول السورية خدمة للمشروع الأميركي الاسرائيليولن تتورع الادارة الاميركية من تكبير دائرة الصراع والعمل الدؤوب على الصدام الروسي – التركي، والإيراني – السعودي والمزيد من توريط موسكو، لكي تتمكن من إنضاج شروط ترتيب المشهد المناسب للمصالح الاميركية بدء من تأبيد دولة اسرائيل والحفاظ على تفوقها وصولا الى وضع اليد على كل مصادر الطاقة من خلال تركيب انظمة ودويلات  متناحرة وموالية بشكل كامل.

——————————————–

(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية