الفرح اسرائيلي – المأساة سورية – الضحية فلسطينية – المادة لبنانية
منير بركات (الأنباء)
9 يناير 2016
تراقصت القيادة الصهيونية، وجيش الدفاع الأسرائيلي فرحا لما يجري في سوريا لاسيما في “مضايا” كإحدى ظاهرات الحرب البشعة، مما حول الإجرام والقمع الأسرائيلي للشعب الفلسطيني المهمش والضحية الى الدرجة الثانية، وأعطي ادانة مخففة امام ارتكابات حزب الله والنظام السوري والحرس الثوري الايراني والميليشيات العراقية والترسانة العسكرية الروسية بالتنسيق مع اسرائيل، كل ذلك يحصل على نظر ومسمع العالم وبتغطية مكشوفة، ويحاول العدو الصهيوني الأستفادة الى اقصى الحدود ليصبح أجرامه بصفة الجنحة في ظل ممارسة حيوانية تقشعر لها الابدان على قاعدة “الغاية تبرر الوسيلة” لمواجهة ستمائة من المقاتلين في مضايا عجزت كل الامكانيات التدميرية نتيجة للصمود الأسطوري من إخضاهم، ليكون الثمن تجويع وقتل أكثر من اربعين الف مواطن معظمهم من النساء والاطفال والعجزة.
اليس كل ذلك وصمة عار على جبين كل المشاركين في الحصار لا سيما حزب الله الذي يقدم نفسه قاتل الأطفال من الشعب السوري خارج ثقافة المقاومة المفترضة القائمة على مواجهة العدو الاسرائيلي لتشوه صورته وبشكل كامل ويرتكب خطيئة سيحاسب عليها في الدين والدنيا والآخرة لقد تحول هذا الحزب الى أداة ومادة لبنانية رخيصة في تنفيذ أوامر اسياده وكل ذلك لا ينسجم مع خطاب التسوية والمبادرات والحوار والاستقرار الداخلي .
لقد غرق الجميع في الوحول السورية خدمة للمشروع الأميركي الاسرائيليولن تتورع الادارة الاميركية من تكبير دائرة الصراع والعمل الدؤوب على الصدام الروسي – التركي، والإيراني – السعودي والمزيد من توريط موسكو، لكي تتمكن من إنضاج شروط ترتيب المشهد المناسب للمصالح الاميركية بدء من تأبيد دولة اسرائيل والحفاظ على تفوقها وصولا الى وضع اليد على كل مصادر الطاقة من خلال تركيب انظمة ودويلات متناحرة وموالية بشكل كامل.
——————————————–
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية