«الاشتراكي»: موقف وطني والتجاوب ضروري

صلاح تقي الدين (المستقبل)

أثنت مصادر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط على المواقف «الوطنية الكبرى» التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في مقابلته التلفزيونية، مؤكدة أنها «تعيد التذكير بالمواقف الكبيرة التي سبق أن اتخذها والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في سبيل لبنان وحمايته».

وأشارت المصادر الاشتراكية لـ»المستقبل» إلى المواقف التي سبق أن اتخذها الرئيس الشهيد من حرب «عناقيد الغضب» الإسرائيلية التي لعب بعدها الدور الوطني الكبير في تثبيت حق لبنان بمقاومته، ومن ثم في أثناء الحرب الشرسة التي تعرّض لها لبنان من المجموعات المتطرفة في جرود الضنية في العام 2000، والتي أكّد خلالها وقوفه خلف الجيش اللبناني ودعمه في مواجهة التنظيمات الإرهابية، والتي «يعيد سعد التشديد عليها».

وكان جنبلاط غرّد على موقع «تويتر» في تعليق فوري على مقابلة الحريري بالقول «هذه ليست المرة الأولى التي يبرز فيها موقف الحريري كرجل دولة، لكن «في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان فإن مقاربته المسؤولة حاجة ضرورية وأكثر من مطلوبة، خصوصاً أنه شدّد على أن همّه الأول هو المحافظة على استقرار لبنان».

أضاف «أثبت الحريري أنه رجل دولة بامتياز»، داعياً الجميع إلى «التجاوب إيجاباً مع مبادرته».

ولطالما نادى جنبلاط، بحسب أوساطه، إلى انخراط جميع الفرقاء السياسيين في حوار بعيداً عن التعقيدات لتخطّي حواجز الأزمة السورية وانعكاساتها على الداخل اللبناني، وهي شدّدت على أن الحريري بمواقفه الأخيرة «يعزّز خط الاعتدال الإسلامي العربي الذي أرساه الرئيس الشهيد، في وجه التنظيمات المتطرفة التي ترتكب فظائعها باسم الدين الحنيف وهو برّاء منها«.

وإذا كان الرئيس الحريري أعلن قبوله الحوار مع «حزب الله» مؤكّداً أن «المواضيع الخلافية مثل تورطه في القتال في سوريا وسلاحه، وموقفه من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان» ستبقى قائمة، فإن جنبلاط خطا الخطوة نفسها في هذا المجال استناداً الى مصادره، إذ تفاهم مع «حزب الله» على «تنظيم الخلاف» بينهما خصوصاً في ما يتعلّق بالموقف من الأزمة السورية، مشيرة إلى أنه «من المفيد أن يكون هناك سعي أيضاً الى تنظيم الخلاف بين الحريري وحزب الله».

وإذ اعتبرت أن «الحوار هو السبيل الوحيد لكسر الحلقة المفرغة التي نعيش فيها»، أشارت إلى أن «الهم الأول اليوم هو إجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا الأمر يسهّله الحوار بين المستقبل وحزب الله، كما الحوار بين جميع الفرقاء الآخرين وخصوصاً المسيحيين منهم».

ولتأكيد الدور الايجابي الذي لعبه جنبلاط في سبيل تحقيق هذا الحوار، أكّد الحريري أن رئيس «اللقاء الديموقراطي» كان «الساعي الأول إلى الحوار» ولاقاه في هذا المسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أخذ على عاتقه وضع أجندة هذا الحوار، وهو أشار أمس إلى احتمال عقد اللقاء الأول بين ممثلين عن الفريقين قبل الدخول في فترة الأعياد المقبلة.

وذكّرت المصادر بأن جنبلاط بادر إلى القيام بجولة على القيادات المسيحية، وتحديداً على «الموارنة الأربعة الكبار» من أجل الوقوف على المعطيات التي يملكها كل منهم في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، خرج منها بقناعة أنه طالما أن لا اتفاق بينهم على تسمية مرشّح واحد، فإن الأزمة ستستمر. غير أن الحريري قالها بوضوح خلال المقابلة، وهي أن «لا توافق على النائب ميشال عون ولا توافق على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فيجب علينا أن نبحث عن رئيس توافقي»، مشدّداً على أن على «المسيحيين أن يتفقوا ونحن نسير وراءهم، لكن فليتفقوا أولاً».

واّكدت المصادر أن هذا الموقف «يتماهى تماماً مع موقف جنبلاط بضرورة التفاهم على رئيس توافقي، إذ لا مجال لانتخاب رئيس يعتبره الفريق الآخر طرفاً وهو ما أكّد عليه الحريري أيضاً».

ورغم أن الحريري أعاد التشديد على أن موقعه السياسي ثابت ضمن فريق «14 آذار» ولم يخف رغبته في إيصال أحد مرشحي هذا الفريق إلى كرسي بعبدا، إلا أنه أكّد أنه «لا يبيع المصلحة الوطنية من أجل المواقف الشعبية»، وعلى ذلك تقول المصادر «هذه هي المواقف المسؤولة التي ينبغي اتخاذها»، مشيرة إلى أنه وعلى رغم اقتناع جنبلاط والحريري بأن التمديد للمجلس النيابي لم يكن موقفاً شعبياً إلا «أنهما سارا بالتمديد لأن لا خيار سوى استمرار المؤسسات الدستورية بعملها، ولأنه لا مجال لإجراء الانتخابات النيابية ذهبا إلى التمديد، وقد أكّد الحريري هذا الموقف».

اقرأ أيضاً بقلم صلاح تقي الدين (المستقبل)

كاسر الأعراف والتقاليد

ليت «عدوى» الجبل تصيب كلّ لبنان

لبنان على «رادار» الصحافة العالمية

عندما يعطى جرم سماحة «المؤبد» في بريطانيا!

هل تكون «كوباني» الجنوب السوري؟

الموحّدون في سوريا يُسقطون «السلاح» .. المشبوه

انهيار النظام السوري بات وشيكاً

أي رسائل أراد رئيس «التقدمي» توجيهها؟

تهديد رئيس «التقدمي» رسالة .. أخطأت العنوان

بين جنبلاط والحريري.. ونصرالله

يحق لـ «أبو تيمور» التقاعد.. ولكن

تفاؤل بري الرئاسي دونه .. الحوار

جنبلاط لـ «المستقبل»: كيف أقف ضد السوريين الذين اختاروا إسقاط بشار؟

..عودة الدروز الى الجذور

تمديد التفاؤل من ساحة النجمة الى.. الساحة الحمراء

همّ الانتخاب من المختارة الى معراب

جنبلاط.. حراك في «أهرامات» الاعتدال

«ضربة المعلم» ترتد على.. نظامه

التمديد في مواجهة الشغور

رئيس «التقدمي» يثمّن عودة الحريري «لتعزيز الاعتدال»