إلى اللقاء يا وجدي

صلاح تقي الدين

كثيرون سينعون وجدي شيّا الموسيقار والفنان الكبير وسيتناولون إبداعاته الموسيقية والفنية والمسرحية، لكني لن أكون من هذه الفئة.

وجدي كان مثال الصديق الوفي، والصداقة عنده مقدّسة لا تعتريها شائبة، ومعناها العطاء والبذل حتى عندما تكون “اليد قصيرة”، وكنت واحداً من الذين اختبروا هذه الناحية من شخصيته.

لم تطغ همومه يوماً، وكانت في بداية مسيرته كثيرة، على دماثته، ولم تمحُ البسمة عن محياه، وكانت الجلسة معه تعني المزاح والضحك وحتماً هي لا “تُفوَت”.

يقال أن أخلاق الانسان وطينته الحقيقية، يكشفها السفر، وكم كان ممتعاً السفر برفقته. لكن وجدي الذي سافر كثيراً، وكنت من الذين كانت لهم فرصة مرافقته في سفرات عديدة، لم يختلف يوماً عن الذي هو عليه.

شيئان كانا يشكّلان هاجساً دائماً لديه، فنّه وعائلته. أبدع في المجال الأول وموسيقاه شاهدة على ذلك، وفي المجال الثاني أحسن تربية عائلة كريمة عسى أن تكمل مسيرته.

يا صديقي، لم أتخيّل يومأً أني سأكون في موقع الراثي لك، فرحيلك كان مبكراً والحياة كانت تليق بك ولك، لكنه قدر الله وحكمه، والحمد لله على كل شيء وفي كل حين.

اعذرني وجدي لأني لن أقول لك وداعاً، بل إلى اللقاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.