بركة العيد

هدى بحمد

أنباء الشباب

شمس أذنت بالمغيب… لكن الفضاء الرحب مازال يتلون بحمرة شفقها شجرة تساقطت أوراقها… لكن الأرض ما زالت تشهد بضرب الجذور في عمقها.
زهور قد حُنطت… لكن عبيرها ما زال يفوح مع شمها ماضٍ ولى زمانه وانتهى… أم ذاكرة الحاضر وأصله ونسبه!في كل بيت تلمحهم… حاضرون بأجسادهم، ومع ألبوم الصور والذكريات تتنقل أعينهم، وتستدعي الذاكرة التي تبدو حيناً من بعد ضعفٍ قوية، وأحياناً لهذا الضعف تركن وتأوي، فتعيد السؤال مرات ومرات وكأنه ولأول وهلة قد خطر لها.

الفرح والحزن عندهم لأبسط الأشياء التي قد لا تكلفنا جهداً إن قدمنا ما يسعدهم أو أحجمنا عما يؤلمهم، كانوا يوماً لا يألون جهداً لبذلها يتمنون حياتنا وطول العمر لنا، واليوم … إن قدمناها، ننتظر معها فراقهم !!
أيادٍ غضة طرية.. كم حملتنا وهدهدتنا وأطعمتنا وسقتنا، أترانا اليوم نتتبع العروق في تلك الأيدي نقبلها عرفاناً وإكباراً، أم نشيح بوجوهنا إنشغالاً!بالأعمال والأولاد والسفر والسهرات.
IMG-20160911-WA0008
كبار السن من أجداد وجدات وآباء وأمهات، من الأقارب وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، من الجيران والأصحاب، في مرحلة من أصعب مراحل العمر، وكلنا سائرون، حيث الإحساس بالوحدة والعزلة وفقد الأنيس والضعف في الجسد والنشاط…
ماذا قدمنا لهم، وكم بلغ حجم استثمارنا في سوق الحسنات بحسن معاملتهم والبر بهم؟