قضية التضحية والوفاء المنسية…

بقلم حسن شمس الدين

أنباء الشباب

٣ آب ٢٠١٤ يوم أسود في تاريخ الشرف والتضحية والوفاء، يوم أسود على عائلات اختطفوا ابناؤهم على يد تنظيمات إرهابية، يوم أسود على قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، يوم استشهاد عدد من العسكريين واختطاف ٢٩ آخرين ما بين قوى أمن داخلي وعناصر الجيش اللبناني على يد عناصر من منظمتي “جبهة النصرة” و”الدولة الاسلامية” في بلاد الشام (داعش) وتم وضعهم تحت وصاية أحد مشايخ بلدة عرسال بعدها تم تسليمهم لهذين التنظيمين بحجة الضغط والتهديد المتكرر حيث بقيت هذه الحلقة لغزاً في هذه العملية النوعية.

 استفزازات عدة ومناكفات بين الكر والفر ما بين الجيش اللبناني والتنظيمين من عمليات، أقدم عليها الجيش اللبناني وضرب بيد من حديد إلا ان ضربات هؤلاء كانت اكثر موجعة على اللبنانيين وعلى أهالي العسكريين الذين افترشوا الخيم امام مقر القصر الحكومي للضغط على السلطة. الا ان تاريخها الأسود في الحفاظ على أبناء الوطن جعل من هذه التنظيمات تضرب بقسوة ودون رحمة باعدام اربعة أبطال من الجيش اللبناني فجبهة النصرة اصدرت حكم الاعدام بالشهيدين محمد حمية وعلي البزال وتنظيم “الدولة الاسلامية” اعدم الشهيدين علي السيد وعباس مدلج.

3askariyyin-mo7arrarin

  وفي الأول من كانون الاول من العام الفين وخمسة عشر وبعد مرور سنة ونيف على اختطاف العسكريين وبوساطة قطرية وجهد من الموفد السوري القطري احمد الخطيب ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم وبجهود حثيثة من النائب وليد جنبلاط وتكليفه للوزير وائل ابو فاعور بقيادة المفاوضات واتمام اللازم وجهود قوى سياسية اخرى وبعض مفاوضات حثيثة ما بين الفشل واعادة الامل تمت صفقة التبادل مع جبهة “النصرة” بعد الموافقة على تنفيذ مطالبهم منها اطلاق سراح سجى الدليمي طليقة زعيم جبهة النصرة انذاك ابو بكر البغدادي وعلا العقيلي زوجة قيادي في جبهة “النصرة” واللبنانية التي كانت تقود سيارة مفخخة قبل القاء القبض عليها من الجيش اللبناني جمانة حميد وكذلك اطلاق سراح عناصر من جبهة النصرة من السجون اللبنانية وايصال مساعدات الى جرود عرسال وايضا ستة سجناء من منطقة التل من السجون السورية.

الجيش

عشية السنة الثانية لاختطاف العسكريين الأبطال وعشية عيد الجيش اللبناني وبعد ثمانية اشهر من تحرير الجنود الستة عشر الا ان هناك تسعة من عناصر الجيش اللبناني المنسيين لدى تنظيم “داعش” وايضاً أهالي العسكريين القابعين أمام السراي الحكومي دون لفتة من القيادات اللبنانية ودون شفقة على عائلات تركت بيوتها ومصالحها لايصال مطلبها الى الحكومة العتيدة لعلها تحرك جفناً لانجاز تحرير ابنائها.

  ماذا ننتظر اليوم وساطة عربية جديدة وبعد الشكر للوساطة القطرية الممثلة بالسيد احمد الخطيب الا وكان هذا الوسيط ينفذ اجندة قطرية وانهى عمله بنجاح وبقيادة حكيمة وجعلنا من قضية المخطوفين لدى “داعش” طي النسيان.

  هل يوما ما سوف نرى الدولة اللبنانية تجعل من مواطنيها اولاً قبل صفقاتهم الخاصة؟ هل بالمدى المنظور سوف نرى هدية للبنانيين هدية الشرف الذي حملها العسكريون هدية التضحية التي يضحونها كل يوم هدية الوفاء للبذلة العسكرية ولكيان ١٠٤٥٢ كلم مربع من الأراضي اللبنانية هل سنرى العسكريين المحررين في ربوع الوطن؟