إنه زمن الحسابات الخاصة؟!

بقلم حسن شمس الدين

أنباء الشباب

ما ان ابتعدت عنا الى حد ما الأوضاع السياسية الهشة وملفات الفساد المستشري في جسم الوطن حتى احتلت مكانة أوضاع أكثر هشاشة وتعتمد أكثر  فأكثر على الحسابات الخاصة والحلقات الضيقه في مدننا وضيعنا.

منذ ان تحددت مواعيد الإنتخابات البلدية في المحافظات بدأت الاحزاب والعائلات تتحرك من أجل مصالحها الخاصة وتحالفاتها الضيقة دون الالتفاف الى المصلحة العامة. فانقسمت المناطق الى عمليات انتخابية منها الخفيف ومنها التوافق ومنها ما يسمى بكسر العظم كل حسب تركيبة البيئة الخاصة، فمنها من اعتمد على التحالفات الحزبية العلنية ومناطق اخرى اعتمدت على التحالفات الكلاسكية في الانتخابات البلدية اي العائلات والقبائل وتتخفى بها التحالفات الحزبية نوعا ما وأيضا ظاهرة ليست بجديده لكن تتكرر في كل استحقاق وهي مطالبة جيل الشباب بالمشاركة بالشؤون العامة والعمل الاجتماعي يقابلها الضغوطات المتكررة لارضاخ الجيل الشاب للتفكير الرجعي في الحسابات العائلية والقبلية لإرضاء الطاغوت العائلي  الزعامات دون الالتفاف الى المصالح العامه في البلدة ومطالب اهلها.

اطل علينا هذا الاستحقاق ليكون بمثابة صورة مصغرة عن الحالة الطائفية والتبعية المستشرية في مجتمعنا دون مبادىء والتي عملت جاهداً للتفرقة بين المواطنين بدءاً بالحرب الاهلية الى ما نحن عليه في وقتنا الحاضر من نعرات طائفية ومذهبي لتصل بنهج ليس بمختلف الى قرانا في الاستحقاق البلدي من خلال غباء الانتماء الاعمى للعائلية دون الالتفات الى الرجل المناسب في المكان المناسب لانماء البلدة وانشاء مشاريع تهدف الى مساعدة اهلها ومصلحتها العامة.

555

من هنا يجب القول ان حالة الثورة والتغيير في البلد من خلال محاربة الفساد والمطالبه بالغاء الطائفية السياسية والمجتمعات المغلقة والغاء المحسوبيات لا بد ان تبدأ ايضاً من المصدر اي من المجتمعات المصغرة في القرى والبلدات والابتعاد عن اجواء العائلية وارضاء الأطراف دون الالتفاف الى نوعية الاشخاص ومدى قدرتهم ليشغلوا مراكز هدفها المصلحة العامة وليس حساباتهم الخاصة وارضاء حليف او صديق.

حالة عائلية مستشرية في نفوس الاشخاص تجعلنا غير مؤهلين للمطالبة بالغاء الطائفية ونحن لا نزال في مجتمعاتنا القروية نتقوقع حول العائلة والقبيلة على غرار الحقيقة التي يجب فيها ان تكون الانتخابات البلدية قائمة على الديمقراطية البحتة وتغليب المصلحة العامة على الكيدية والنكايات  اختيار الاشخاص ذوي الاختصاص لملء المراكز من اجل مصلحة البلدة  اهل البلدة وننطلق بعدها لمعالجة جسم الوطن المهترىء الذي تستشري فيه الطائفية والمذهبية.

هل يمكن لنا ان نأمل بجيل من الشباب معادي للعائلية والمصالح الضيقة ويسعى لاعطاء الافضلية للمصلحة العامة ام ان مرض العائلية والتعصب هو داء دون دواء؟