منافسة نحو النجاح أم الخراب؟

محمد العاقل

أنباء الشباب

يمر الزمان وتمضي الأيام وتختفي السنين وتبقى المنافسة للوصول الى الأفضل. درب لا يخلو من العواصف والمطبّات، أشواكه سامة تمزّق جلد النجاح، ممر لا يخلو من العذاب، ولكن من منّا لا يهدف الى بلوغ أهدافه  والوصول الى مبتغاه؟ الوصول الى المراكز العليا في المجتمع وتحقيق النجاح الباهر الذي قد يؤدي الى الشهرة والثراء… هل هنالك ألذ من طعم تحقيق طموحاتك واشباعها، هذا الشعور الذي يعطيك الثقة والرضى عن النفس. هنا تأتي المنافسة لتتدخّل في حياتك ونقلك الى درب النجاح. فما المنافسة؟ وهل الجميع يتمتع بروح المنافسة؟

المنافسة هي طاقة كامنة ومخزّنة في صلب الإنسان، تبقى هادئة حتى يظهر الطموح ويرمي قنبلته، فتنفجّر وتتطاير، ساحبة معها المنافس الى عالم النجاح وتحقيق الطموح، مسلّحة إيّاه بالعزيمة والإصرار. عند ذهابك الى درب النجاح سوف تمرّ بالكثير من الحواجز والعواقب وقد تضعف وتيأس وقد تنزف من أشواكها المريرة،  ولكن مع وجود حقيبة المنافسة على ظهرك سوف تتعافى لتكمل دربك حتى وصولك الى النهاية بكلّ قوة، ثقة  وعزيمة.

منافسة

 المنافسة سلاح خطير تعطي صاحبها القوة الكافية للنجاح وتحقيق طموحاته، ولكن ماذا لو وقعت بين الأيادي الملوّثة غير الطاهرة؟ فهنالك نوعان من المنافسة: المنافسة الشريفة والمنافسة الخسيسة! نوعان متناقضان لا يلتقيان، فالمنافسة بين الطلاب للوصول الى المركز الأول في الصف تؤدي الى زيادة في الإصرار وبلع الكتب كما يقال وضخ المزيد من الطاقة للوصول الى هذا المركز المحترم وهذه تسمّى المنافسة الشريفة، ولكن عندما يتدخّل الغش وأذيّة الآخر وحقن القلب بمشاعر الكراهية والسعي الى عرقلة طريق الآخرين… هنا يكون النوع الشيطاني من المنافسة.

يبقى علينا التركيز أن المنافسة هي سلاح ذو حدّين و أنّها اذا غرقت في عالم الأشرار، سوف تؤدي الى الخراب، فليس هنالك شيء كامل في الحياة ولكل شيء عواقبه. حاول الإستفادة من المنافسة الشريفة التي ستشعل في وجدانك لهيب الطاقة وشعلة النجاح التي ستنير دربك للوصول الى النجاح والذي لا يتحقق بدون العزيمة والإصرار اللذان يتكاملان معها.

غالبا تظهر المنافسة بين الأفراد الذين يعملون معا وفي نفس المجال سواء في المدرسة، جامعة، وحتى في العمل… نعم، قد تبدو المنافسة نوع من الوقاحة، فكيف تنافس أصدقائك؟ ولكنها تبقى محفّزاً فعّالاً للنجاح. طالما أن المنافسة ما زالت مضمار الشرف فهي لن تؤدّي إلا لنتائج أفضل لكلا المتنافسين. إنّ حلولك في المرتبة الثانية تعني خسارتك الأولى فالمنافسة لا تحفّز إلا المهووسين بالنجاح، وهذا هو امتياز روح المنافسة.

Untitled

 “بلا لت وعجن”، إنّ روح المنافسة لهي الطاقة المحرّكة لأسلحة نجاحك الكامنة في داخلك من صبر  إصرار، عزيمة، ثقة، ارادة، وقوّة. وطبعاً دعونا لا نرمي من ذاكرتنا المثل المشهور، من طلب العلى ماذا؟ سهر وتعب و”كسّر رأسه” على الدّرس في الليالي. وكما ذكرت هنالك نوعاً من المنافسة، واحد من المرّيخ وآخر من زحل، فهما بعيدان ومختلفان عن بعضهما كلّ الإختلاف في الأساليب المعتمدة سواءً أكانت شريفة أم خسيسة، إلا أن الهدف واحد وهو النجاح. فهل سنستخدم المنافسة للوصول إلى النجاح أم أنّ المنافسة ستوصل بنا إلى الخراب؟ أحسنوا الإختيار…

اقرأ أيضاً بقلم محمد العاقل

ترقّبونا!

سجن الحياة

سامحينا أيتها أرض!

فلسطين في القلب!