سامحينا أيتها أرض!
محمد العاقل
26 أبريل 2016
أنباء الشباب
قد يكون نهار 22 نيسان من الأيام العادية لك، هكذا بدا لي أيضا لحين تناولت هاتفي المحمول للتصفح على حساب “الفيسبوك”، ووجدت مبادرة رائعة من الفيس بوك للاحتفال بعيد الأرض! ولكن بعد ثوان ليست بكثيرة، بدأت أتساءل عن أسباب الإحتفال بهذا النهار. بالطبع أنا من الأشخاص الذين يقدرون الكرة الأرضية الحاضنة لجميع المخلوقات التي خلقها الله عز وجل، وما زلت أتعجب من قدرتها على تحمّل الأضرار والحروب التي تسبب بها أقرب المخلوقات اليها “البشر”! يراودني تشبيه دائم حين أتذكر البشر وعلاقتهم بالكرة الأرضية.
البشر هم سرطان يزداد انتشاراً مع مرور الأيام، يزداد حدّة وألماً، يكثر من تفتيك ونخر بالأرض ويكثر بها الأمراض. يأكل من أرضها ثمّ يحرقها! يقطع عروقها (الأشجار) ويلوّث دمها (المياه الأنهار) وغيرها من الأضرار الفتّاكة المسرطنة! انا لا أشمل هنا جميع البشر، فأنا أحترم مناصروا البيئة، فهم يشعرون بالإمتنان لكونهم على أرض حاضنة لهم، لا ينكرون المعروف ولا ينسون منبع طعامهم ومائهم، ولكن كلامي موجّه الى أغلبية البشر.
نحن في القرن الواحد والعشرين، وما زالت عيناي تشهدان أشخاص برمون النفايات على الطرقات! لحظة! لا أقصد الصغار هنا بل أشخاص ناضجون يجدر بهم أن يكونوا قدوة لأولادهم والأجيال القادمة. ولكن للأسف، لا حياة لمن تنادي، أم يجدر بي القول لا دماغ لمن تنادي؟ المأساة لا تتوقف هنا، فهنالك تعدي على هواء أرضنا، وحتّى أعماق محيطاتها! أنا متأكّد أن باقي الكواكب يشكرون خالقهم على بعد الفيروس البشري عنهم. أعتقد أنّ المريخ في حالة قلق شديد من وصول البشر اليه والركن فيه ومن ثمّ الإنتشار! فكّر للحظة ماذا كانت لتنطق الأرض لو حانت لها اللحظة.
إنّ أرضنا تعاني حالياّ، وهي بمرحلة متقدمة من المرض، غلافها الجويّ أصبح مبتوراً، مياهها سوداء، سماؤها صفراء، أرضها منهوبة… لا أعلم إن كان قطبها يذوب أم هي دموعها الحزينة على معاملة بني عرقها المصنوع من طينها، لها بهذه القسوة!
سامحينا أيتها أرض، فنحن سنحتفل بيومك وأنت ستبكين بصمت! علّهم يستفيقون قبل غضبك، فأعاصيرك، زلازلك وبراكينك لا يمكن للسرطان أن يصمد بوجهها.
شكرا أرضنا شكراّ!