الحرب السورية والمواجهة مع إسرائيل

رندى حيدر (النهار)

بعد مرور أكثر من أربع سنوات على الحرب الأهلية في سوريا، بات من الواضح ان أي مواجهة مستقبلية بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” لايمكن ان تجري بمعزل عن الحرب الدموية الدائرة في سوريا. وآخر دليل على ذلك ما جرى في الايام الأخيرة على الحدود سواء في هضبة الجولان أم على الحدود اللبنانية – السورية.

يدل تداخل احداث الايام الأخيرة سواء من خلال توزعها على أكثر من جبهة والغموض الذي سادها وصمت إسرائيل عن التقارير التي نسبت اليها مسؤولية قصف مخزن للصواريخ في قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري، لكن مسارعتها الى تكذيب ان تكون هي وراء هجوم آخر تعرض له موقع عسكري سوري بالقرب من حدود لبنان من جهة اخرى، وقتلها أربعة اشخاص اتهمتهم بزرع عبوة قرب السياج الحدودي في الجولان، على حجم تداخل الجبهة مع لبنان مع الجبهة في الجولان والمعارك الضارية الدائرة بين نظام الأسد وقوى المعارضة. ويعقد هذا التداخل اية مواجهة مستقبلية قد تقع بين إسرائيل و”حزب الله”، وهو يفرض على الطرفين أن يأخذا في حسابهما الاحتمال الكبير لتحول اي اشتباك محدود بينهما الى انفجار كبير.
منذ بدء الحرب الاهلية في سوريا، حرصت إسرائيل على ان تنأى بنفسها عما يجري واعتبرت ان تفكك الجيش السوري وغرق “حزب الله” في اتون المعارك الدائرة هناك يصبان في مصلحتها، وكلما طال أمد الحرب خدم ذلك مصالحها. لكنها منذ بداية هذه الحرب وضعت خطاً أحمر أمام “حزب الله” هو ضد انتقال سلاح متطور كاسر للتوازن من سوريا اليه. وقد دافعت عن هذا الخط في السنوات الأخيرة عبر سلسلة هجمات شنها الطيران الإسرائيلي على ما زعمت انه شحنات سلاح متطور.
في هذه الاثناء كانت إسرائيل تتابع بقلق تنامي القوة العسكرية لـ”حزب الله” والخبرة القتالية الكبيرة التي اكتسبها من خلال مشاركته في القتال الدائر في سوريا. لكن النقطة المهمة بالنسبة اليها، هي محافظتها على
قوتها الرادعة حيال تصاعد القوة العسكرية للحزب وعدم خرق الحزب الخط الاحمر. بيد أن المواجهة المحدودة التي جرت مطلع هذه السنة بين إسرائيل والحزب وحديث السيد نصر الله عن تغير قواعد اللعبة ايقظا المخاوف من تدهور واسع النطاق، وزادت احداث الايام الأخيرة هذه المخاوف تفاقماً.
تشير المتابعة للمواقف الإسرائيلية الى ان إسرائيل لا ترغب في المرحلة الحالية في مواجهة واسعة قد تجعلها تنزلق الى حرب في سوريا، إلا في حال حصول أمر ضخم يقلب الوضع رأساً على عقب.

اقرأ أيضاً بقلم رندى حيدر (النهار)

خلاف إسرائيلي – روسي على سوريا

جيش “حزب الله” والحرب المقبلة

اليمين في إسرائيل يؤبد الاحتلال

فوز ترامب هدية لليمين الإسرائيلي

النكبة الفلسطينيّة والنكبات العربية

تغيّر الموقف الإسرائيلي من سوريا

الجولان أرض سورية محتلة

هل الهدنة مدخل لتقسيم سوريا؟

الوجه الجديد للفاشية الإسرائيلية

موسكو ترسم مستقبل المنطقة

القضية الفلسطينية الخاسر الأكبر

الاستغلال الإسرائيلي للتوتر السعودي – الإيراني

خطورة التحالف الروسي – الإيراني

في مواجهة شرق أوسط مضطرب

عودة الابن الضال: نتنياهو

هستيريا التحريض الإسرائيلي

علامَ يتفق الإسرائيليون مع الروس في سوريا

عَلَمْ فلسطين والحلم المستحيل بالدولة

إسرائيل تواجه سوريا إيرانية – روسية

الجيش الإسرائيلي وتجارة الموت