البحث عن زعامة إسرائيلية جديدة

رندى حيدر (النهار)

تحولت المعركة الانتخابية الدائرة في إسرائيل الآن من مواجهة بين أحزاب اليسار والوسط واحزاب اليمين، إلى عملية بحث ايضاً عن زعامة سياسية جديدة. فبعد مرور تسعة اعوام على تولي نتنياهو رئاسة الوزراء ثمة عدد من المؤشرات تدل على ان قسماً لا يستهان به من الناخبين الإسرائيليين يريد زعامة جديدة. لكن السؤال الاساسي الذي يطرحه هؤلاء على أنفسهم هل إسحق هيرتزوغ زعيم المعسكر الصهيوني المنافس الأكبر لحزب الليكود هو الزعيم المطلوب؟

تختلف شخصية هيرتزوغ كثيراً عن شخصية نتنياهو، وهو يبدو أضعف حضوراً وأقل كاريزماتية. وهيرتزوغ بنظارتيه الطبيتين وصوته الرفيع وجسده النحيل أقرب الى صورة المراهق المهذب منه الى صورة الشخص المقدام الذي لا يهاب الصعاب. في نظر العديد من المعلقين هو لا يرقى الى مستوى الزعامات التاريخية التي عرفتها إسرائيل سابقاً. وقد يشكل ذلك نقطة الضعف الاساسية للمعسكر الصهيوني الذي يتقدم حالياً حزب الليكود في استطلاعات الرأي بثلاثة مقاعد. ولكن على رغم كل ذلك يظهر اليوم أن فوز هيرتزوغ هو بمثابة فوز الأمل في التغيير.

ولا تقتصر الرغبة في التغيير والبحث عن زعامة جديدة على جمهور اليسار والوسط، بل يبرزان أيضاً داخل أوساط المسؤولين الأمنيين السابقين الذين سبق لهم أن عملوا مع نتنياهو. ففي الفترة الأخيرة خرج البعض منهم الى العلن ليعبر بصراحة عن رأيه ويقول إن إسرائيل تمر في ازمة زعامة وهي عرضة للخطر في ظل قيادة نتنياهو، نظرا الى تمسكه بسياسة الوضع القائم وادارته للنزاع مع الفلسطينيين بدل سعيه الى حله، وتخليه عن حل الدولتين، وتوتيره العلاقات مع الولايات المتحدة الحليف الاساسي لإسرائيل، واستخدامه سياسة الترهيب والتخويف من السلاح النووي الإيراني من غير ان ينجح في التصدي لهذا الخطر.

في المقابل يعتبر نتنياهو نفسه ضحية حملة تستهدفه شخصياً تقوم بها جهات خارجية معادية تستخدم ضده سلاح المال والاعلام. وهو يحاول في الايام الاخيرة التي بقيت ليوم الاقتراع ترميم مكانة حزبه بتصوير نفسه الزعيم الاوحد القادرعلى حماية أمن الإسرائيليين، وعدم تقديم تنازلات يمكن ان تشكل خطراً عليهم على عكس اليسار الإسرائيلي الذي يحمله نتنياهو فشل اتفاق أوسلو وسيطرة الاطراف الفلسطينيين المتشددين.

في الاسبوع المقبل سيختار الناخب الإسرائيلي زعاماته الجديدة للسنوات المقبلة. لكن تغير الزعامة السياسية في إسرائيل وصعود تحالف يسار الوسط لا يعني انقلاباً جذرياً في المواقف من القضايا الاساسية مثل الاحتلال والمستوطنات، بل هو اقرب الى بدء مرحلة مختلفة في التعامل مع هذه الملفات الشائكة.

اقرأ أيضاً بقلم رندى حيدر (النهار)

خلاف إسرائيلي – روسي على سوريا

جيش “حزب الله” والحرب المقبلة

اليمين في إسرائيل يؤبد الاحتلال

فوز ترامب هدية لليمين الإسرائيلي

النكبة الفلسطينيّة والنكبات العربية

تغيّر الموقف الإسرائيلي من سوريا

الجولان أرض سورية محتلة

هل الهدنة مدخل لتقسيم سوريا؟

الوجه الجديد للفاشية الإسرائيلية

موسكو ترسم مستقبل المنطقة

القضية الفلسطينية الخاسر الأكبر

الاستغلال الإسرائيلي للتوتر السعودي – الإيراني

خطورة التحالف الروسي – الإيراني

في مواجهة شرق أوسط مضطرب

عودة الابن الضال: نتنياهو

هستيريا التحريض الإسرائيلي

علامَ يتفق الإسرائيليون مع الروس في سوريا

عَلَمْ فلسطين والحلم المستحيل بالدولة

إسرائيل تواجه سوريا إيرانية – روسية

الجيش الإسرائيلي وتجارة الموت