سيري فعين الله ترعاك

بسام الحلبي

درج مالكو الحافلات والشاحنات، على كتابة الجمل التي تباركها وتتمنى لها السلامة والحماية الإلهية، ومنها قول سيري فعين الله ترعاك، والله يحرس في المسير خطاك.

تذكرت هذا القول عندما بات لبنان كشاحنة، اجهزتها بحاجة الى صيانة سريعة، وسائقها ومعاونيه لا يقدرون خطورة متابعة الشاحنة لسيرها على المنوال الذي يقودونها به، وبدلاً من السعي إلى إصلاح هذه الأجهزة يستمر السائق في متابعة الطريق مراهناً على حسن قيادته و على آراء المعاونين، رغم أنه مر ثلاثون سنة عليهم يمارسون فيها القيادة الخاطئة، وتسببوا بإلحاق أفدح الأضرار بالشاحنة وحمولتها، ولم يتعلموا تدارك هذه الأخطاء في القيادة التي دمّرت ما دمرت في الشاحنة وحمولتها، خاصة وأن السائق يصر على القيادة رغم خطورة الطريق والهاوية التي سيصل بالشاحنة اليها والحمولة لم يعد أمامها الاّ القفز من الشاحنة الى المجهول، أو البقاء فيها والسقوط معها في الهاوية.

امام هذا الحال لم يعد أمام الشعب، الذي تحمله الشاحنة، إلا ترداد القول الذي يوضع على الشاحنات والحافلات ـ سيري فعين الله ترعاك والله يحرس في المسير خطاك ـ ويضيف إليها قول عمر ابن الخطاب ـ الله أكبر على من طغى وتجبّر ـ. لأنّ الشعب المشحون لا تمكنه تركيبته من إستبدال السائق.

ويبقى اللوم الكبير على من وافق على توظيف السائق، رغم معرفته بأنه خلال ثلاثين عاماً رسب بجميع إختبارات القيادة، على جميع أنواع الشاحنات.