التأليف الحكومي ودولاب الملاهي… صعوداً وهبوطاً!

سامر أبو المنى

صارت مسألة تأليف الحكومة أشبه بدولاب كبير في مدينة ملاه، ما ان يدور بالمركبة الى أعلى وتنفرج الأسارير لرؤية المشهد الجميل حتى تعود بنا الى اسفل، أو الى نقطة الصفر.

بات التأليف لعبة يتسلى بها البعض، أو يريد من خلالها تسجيل النقاط، كأن البلد بألف خير، والإقتصاد في أعلى سلم النمو، والوضع المعيشي في أحسن حال.

قبل أيام كان الجميع يعدّ الحلوى لاستقبال الولادة، فإذ بالمشهد ينقلب الى ما يشبه العزاء. الكل يتنصل من العرقلة ويرمي الكرة في ملعب الآخر، والمواطن المسكين يتفرج على المشهد غير قادر على فعل شيئ، ينتظر، يأمل، يحلم بأن تأتي له الحكومة متى ولدت بالمنّ والسلوى من مؤتمر “سيدر” ومن هبات ومكرمات، هدية له وللبنان بمناسبة الولادة.

ها هي الأمور تتفرمل من جديد، ويغدو الأمل إحباطا فوق إحباط. فعقدة تستولد عقدة، وعند المواطن مصيبة تجرّ مصيبة. فلقمة العيش مرهونة بتشكيل الحكومة، وبإصلاح يأتي بالمساعدات، ويجذب الرساميل، ويخلق فرص العمل.

لا حول للمواطن سوى انتظار الفرج، والصلاة والدعاء بأن يلهم الله كبار القوم سواء السبيل، فيما كبار القوم يتناتشون الحصص في الحكومة العتيدة، هذه لي وهذا لك.

لا قوانين في لبنان، بل أعراف بين قبائل وعشائر. والأقوياء فيه يركّبون “أذن الجرة” كما تشاء مصالحهم، والبلد ما عليه سوى انتظار تقاسمهم الجبنة ليتقاسموا بعدها الغلال. فمتى ينظرون الى الأسفل ويعترفوا بحصة المواطن الذي لا يطلب منهم سوى العيش الكريم؟!

(الأنباء)