“المولات”: برودة التسوّق وغياب المتعة!

سامر أبو المنى

 تنتشر المجمعات التجارية في كل المناطق بعدما كانت محصورة سابقاً في العاصمة والمدن الكبرى، لتقضي شيئاً فشيئاً على الأسواق التجارية والمحال الموّزعة في البلدات والقرى المحيطة.

تستسهل الناس التسوّق في “المول”، تركن سياراتها في أسفله، وتصعد بالسلالم الكهربائية لتتنقل بين الطبقات والأجنحة دون عناء وتعب، وبين جولة وجولة على المحال المتنوعة، تستريح على طاولات أحد المقاهي أو المطاعم، لتكمل بعد وجبة غداء أو إحتساء القهوة شراء ما تبقىّ من حاجيات.

لكن هل إنتبه أحدكم إلى أن التسوّق في “المول” أفقده متعة كان يشعر بها في الأسواق التقليدية؟ تلك الأسواق التي تنبض بالحياة  والتي تتفاعل فيها مع كل ما هو من حولك، فضلا عن غناها وتنوعها وتعدد محالها التي تتناسب مع كل الميزانيات.

التسوق

في الأسواق أيضاً، تنتقل من رصيف إلى آخر، تتسمر أمام الواجهات، ومن حولك ضجيج الشارع، ونسمات هواء عليل، وفي داخل المحلات تتحادث مع أصحابها، وتستمع إلى شروحاتهم، وتفاوضهم، أما في “المولات” التي تبدو كعلب كبيرة ضاقت بروادها، فالتسوّق فيها مقولب، ولا تميّز الموظفة عن العارضات “البلاستيكيات” إلاّ من خلال تنقلّها معك بين الرفوف.

إنها الحياة السريعة التي نعيشها ونسابق فيها الزمن، تسرقنا من لذة الاستمتاع بالوقت، وتسرق ما في جيوبنا أيضاً، وتبعدنا عن أسواق كان لنا معها ذكريات منذ الطفولة، فيما هذه الأسواق تفقد زبائن كانوا على مرّ السنين ركيزة اقتصادها الذي تعتاش منه آلاف العائلات.

أسباب كثيرة تجعل الكثيرين يستسهلون التسوّق في المجمعات الكبرى، لكنّ النتيجة في المحصلة: فاتورة أكبر، ومتعة أقل!!

(الأنبـاء)