هل يتوسع حوار عين التينة وطنيا نحو الاستحقاقات والامن؟

رانية غانم - الأنباء

دخل الحوار بين تيار “المستقبل” وحزب الله في جولته التي انعقدت الإثنين الماضي في عين التينة اطار البحث في الاستحقاق الرئاسي من خلال عناوين عامة دون الدخول في التفاصيل، في انتظار تبلور مزيد من المعطيات عن الحوار الخجول الدائر في الوسط المسيحي في شأن هذا الاستحقاق، خصوصا بين التيار الوطني الحر وحزب “القوات اللبنانية”، وهو حوار تتضارب المعلومات حول مصيره بين الايجابية والسلبية.

وقال مصدر نيابي ان وفدي حزب الله و”المستقبل” المتحاورين قاربا الاستحقاق الرئاسي خلال الحوار من زواية اهمية انجازه بالنسبة الى تدعيم الاستقرار السياسي والامني في البلاد، لأن السياسة والامن في البلاد متلازمان، فاستقرار الامن يساعد على تحقيق الاستقرار السياسي والعكس صحيح، فضلا عن أن المدخل الطبيعي لحل الازمة السياسية الراهنة واعادة تكوين المؤسسات الدستورية هو انهاء الشغور الرئاسي بإنتخاب رئيس جمهورية جديد.

وذكر المصدر ان الوفدين القيا اللائمة على الجانب المسيحي الذي عليه ان يبادر الى مقاربة ايجابية للإستحقاق الرئاسي يلاقي بها الفريق الآخر الى منتصف الطريق حتى تتوافر ارضية البحث المطلوبة للاتفاق على شخص الرئيس العتيد، وحتى لا يقال ان الفريق الاسلامي، على رغم التناقضات في صفوفه، يتفرد بالاستحقاق بمعزل عن الفريق المسيحي الذي تسوده هو الآخر التناقضات نفسها تقريباً.

baabda-333

ويضيف المصدر ان المتحاورين لم يبحثوا في اسماء مرشحين للرئاسة، لكن وفد حزب الله قدم موقفا توضيحيا دحض فيه اتهامه بتعطيل انجاز الاستحقاق نتيجة تمسكه بموقفه المبدئي المؤيد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون انسجاما مع التحالف السياسي القائم بين الحزب و”التيار الوطني الحر”. واوضح ان هذا الموقف المبدئي مبني على الآتي: “إن حزب الله يؤيد عون طالما هو مستمر في ترشيحه، اما اذا لم تتوفر له فرصة الفوز وأراد الانسحاب وتسمية مرشح آخر غيره، فإنه لا يمكنه ان يلزم الحزب به، بل يجب ان يعود الى الحزب ليبحث معه في تسمية مرشح يتفقان عليه، وربما يتفقان في شأنه مع الاطراف الآخرين ايضاً“.

ويشير المصدر النيابي ان موقف الحزب هذا اراح وفد “المستقبل” الذي استنتج ان الحزب، مستعد للبحث معه ومع الآخرين في رئيس توافقي، في حال انسحاب عون من السباق الرئاسي، اما إذا اصر الاخير على ترشيحه فإن الحزب سينتخبه حتى ولو لم يؤيده الآخرون وذلك التزاما للتحالف السياسي القائم بينهما.

tripoli-01

ويعتقد المصدر ان هذا المعطى سيشجع الرئيس سعد الحريري على بت موقفه النهائي من ترشيح عون الذي ما زال يحاوره مباشرة وعبر معاونين، وترددت معلومات ان الحريري ربما يكون اعد العدة لإبلاغ عون انه لا يمكنه تأييد ترشيحه، خصوصا ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي كان يتجه الى زيارة عون لإبلاغه تأييده لترشيحه عدل عن هذه الخطوة قبيل سفر الحريري الى الرياض الاسبوع الماضي فهذه الخطوة لو حصلت لكانت احدثت خلافا كبيرا بينه وبين الحريري واضرت علاقته بالسعودية التي لا ترى ان لعون فرصة كافية للفوز بالرئاسة نتيجة الانقسام الداخلي حول ترشيحه، مثلما لا ترى لجعجع اي فرصة أيضاً.

ويكشف المصدر النيابي ان رئيس مجلس النواب نبيه بري استعجل الحريري في لقائهما الاخير في عين التينة ان يحسم وحلفاءه موقفهم من الاستحقاق الرئاسي حتى يتسنى البدء في البحث عن رئيس يشكل توافقا بين الجميع. ويختم المصدر مؤكدا ان الحوار الجاري برعايته بين تيار “المستقبل” وحزب الله ستتوسع حلقته ليشمل الافرقاء السياسيين الآخرين عندما سيبدأ البحث في تفاصيل هذا الاستحقاق ترشيحاً وإقتراعا، اذ ربما بادر بري في هذه الحال الى الدعوة الى طاولة حوار وطني جديدة في مجلس النواب او اي مكان آخر يكون انتخاب رئيس الجمهورية وقانون الانتخابات النيابية والحكومة المقبلة وإستراتيجية مكافحة الارهاب ابرز بنود جدول اعماله.