“رابطة أصدقاء كمال جنبلاط” تعقد مؤتمر “صراع الهويّات ومستقبل العالم العربي”

نظمت رابطة اصدقاء كمال جنبلاط بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت، في البريستول مؤتمرها السنوي الثامن الذي حمل عنوان “صراع الهويات ومستقبل العالم العربي”.

حضر المؤتمر حشد كبير من الشخصيات: وزراء ونواب وسفراء سابقون واحزاب وهيئات دينية واجتماعية ونقابية ووفد من الاتحاد العمالي العام مع رئيس الاتحاد ووفد من الاتحاد النسائي اللبناني.

افتتح رئيس الرابطة الوزير السابق عباس خلف المؤتمر، واستعرض ما سيتضمنه المؤتمر من مواضيع ورسم الخطوط الرئيسية لما يجب القيام به للتمكن عربياً ولبنانياً من مواجهة تداعيات هذا الصراع، فقال: ” اننا من منطلق حرصنا على ابقاء جذوة الأمل حيّة، ووفاء منا لفكر كمال جنبلاط ومواقفه النضالية، نطرح ما نراه من توجهات ومبادرات لاستعادة الأمل في تصحيح المسار على الصعيدين الوطني والقومي:

1- التأكيد على الهوية العربية الجامعة والموحّدة في مواجهة الهويات التقسيمية والعنصرية.

2- اعادة الاعتبار لجامعة الدول العربية وتفعيل دورها بعد تعديل نظمها ومنحها القدرة القانونية على المحاسبة وحل النزاعات بين الدول العربية بالطرق السلمية، وزيادة التعاون الاقتصادي والتربوي والعسكري. وهذا يستدعي خاصة اعتماد اكثرية الثلثين في اتخاذ القرارات وجعلها الزامية التطبيق على جميع اعضاء الجامعة.

3- التمسك بالحق الفلسطيني والامتناع عن اقامة اية علاقة مع اسرائيل قبل قبولها والتزامها الصارم بتنفيذ قرارات “المبادرة العربية” التي أقرّتها الدول العربية في مؤتمر قمة بيروت العربية سنة 2002 ، والتي تنص على “الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، وقبول اسرائيل قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس، واعادة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم في فلسطين.”

4- اقامة تضامن عربي على قواعد ثابتة انطلاقاً من عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة عربية، وامتناع الدول العربية عن الارتباط بالمحاور الاقليمية والدولية التي تلحق افدح الضرر بوحدة المواقف العربية من القضايا الطارئة ومواجهة تداعياتها.

5- تسريع الخطى والجهود لإيجاد حلول سياسية عادلة للأحداث الدامية في سوريا واليمن وليبيا ، والمساهمة الفاعلة في اعادة اعمار هذه البلدان واعادة النازحين الى ديارهم ، ودعم الصمود الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزّة بتخصيص الدول النفطية قسماً من موارد النفط السنوية للفلسطينيين لتمكينهم من الصمود ومواصلة الكفاح لتحرير الارض المحتلة واقامة دولتهم المستقلة.

6- عودة الدعم الاقتصادي العربي للبنان لتمكينه من الصمود وتفعيل دوره كمركز لحوار الاديان والثقافات والتقدم العلمي.

وقبل ان افسح المجال لاعمال المؤتمر، لابد من كلمة عن لبنان الذي يتحمل تبعات وتداعيات ما تواجهه المنطقة العربية من صراعات، في ما يتجاوز قدرته على الاحتمال وبات يهدد اوضاعه الاقتصادية والمعيشية ومستقبله السياسي والكياني، وسط عجز السلطة الحاكمة عن اتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية وعلاجية.

لكي يتمكن لبنان من مواجهة المخاطر المتفاقمة في المنطقة، ويشكّل فعلاً النموذج والرسالة، لابد له ان يكون بلداً مدنياً علمانياً يحترم كل المعتقدات والاديان ويرفض الطائفية السياسية ويحارب الفساد، ويضمن الحريات والحقوق المسؤولة للمواطنين، ويقيم نظام العدالة الاجتماعية والمساواة امام القانون. والطريق الى ذلك تنطلق من الاصرار على احترام “اتفاق الطائف” وتطبيقه على اساس الغاء الطائفية السياسية واعتماد اللامركزية الادارية الموسعة، والتأكيد على هوية لبنان العربية.”

توزعت اعمال المؤتمر على ثلاث جلسات:

• الجلسة الاولى عنوانها “صراع الهويات الطائفية ومخاطر التطرف الديني” تحدث خلالها:


– الوزير السابق الدكتور ابراهيم شمس الدين عن خلفيات الصراع الطائفي وتداعياته على الهوية العربية
– الاستاذ كريستوف سيدو (الماني) عن الرؤية الاوروبية لهذا الصراع
– السفير السابق الدكتور خالد زيادة عن الدعوة الى الاعتدال وفرص نجاحها في مواجهة التطرف والتعصب والارهاب

 

• الجلسة الثانية عنوانها “الهويات الاثنية : صراع بقاء” تحدث خلالها:

– الوزير السابق الدكتور طارق متري عن قدرة العروبة على استيعاب التنوع الاثني والسبل المتاحة لتحقيق ذلك
– الدكتور عمرو سعد الدين (مؤسسة الدراسات الفلسطينية) عن كيف يمكن للعالم العربي مواجهة التحديات الراهنة للهوية الفلسطينية
– الدكتور وحيد عبد المجيد (دار الاهرام – مصر) عن العوامل الداخلية والخارجية التي تهدد الهوية العربية.

الجلسة الثالثة عنوانها “لبنان وتداعيات صراع الهويات” تحدث فيها:


– الاستاذ سمير عطالله عن التركيبة اللبنانية وقدرتها على مواجهة تداعيات صراع الهويات على لبنان
– الدكتورة منى فياض عن لبنان في مواجهة الخطر الاسرائيلي والمخاطر الاقليمية الاخرى.
– الوزير السابق الدكتور خالد قباني عما يجب القيام به لتمكين لبنان من مواجهة المخاطر وتحويله الى نموذج حضاري للتعيش بين الهويات والطوائف والمذاهب، انطلاقاً من التنفيذ السليم لاتفاق الطائف الذي اصبح دستوراً للبنان.