الجامعة الاسلامية نظمت المؤتمر العربي الدولي لتكنولوجيا المعلومات

برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، ممثلا بوزيرة التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال ا.د. عناية عز الدين، نظمت الجامعة الاسلامية في لبنان ” المؤتمر العربي الدولي التاسع عشر لتكنولوجيا المعلومات”، في قاعة الاحتفالات في المجمع الجامعي في الوردانية، وحضره الى رئيسة الجامعة ا.د. دينا المولى، ممثل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري منسق تيار المستقبل في جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال، ممثل رئيس المجلس الشيعي الأعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان امين عام المجلس نزيه جمول، ممثل وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال مروان حماده ا.د نعيم عويني، امين عام الجامعة ا.د. حسين بدران، ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العقيد الركن شربل عاد، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد ابراهيم بيرم، ممثل المدير العام لامن الدولة اللواء انطوان صليبا الرائد عماد سلوم، ممثل رئيس المجلس الاعلى للجمارك العقيد علي سبيتي، العقيد عفيف الصانع ممثلا مدير مخابرات الجيش العميد انطوان منصور، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، ممثل سفير قطر محي الدين شاتيلا، المستشار الاول لسفارة فلسطين ماهر مشيعل، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت، ممثل المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود المهندس علي عيسى، رئيس اتحاد بلديات الضاحية المهندس محمد درغام، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، ممثلون عن الجامعات وكلياتها في لبنان وفود عربية واجنبية اكاديمية وشخصيات ومهتمون.

تابت
استهل الحفل بداية بالنشيد الوطني، وتلا المقرىء انور مهدي ايات من الذكر الحكيم، ثم كلمة ترحيبية لرئيس قسم الدراسات في كلية الهندسة في الجامعة الاسلامية الدكتور محمد عياش، ثم ألقى النقيب تابت كلمة فأشار الى ان تقنيات المعلومات تدخل في نظم الكومبيوتر والشبكات، حيث تهتم بمعالجة البيانات وادارتها خلال استخدام التطبيقات البرمجية التي يتم ايجادها من خلال التصميم والتطوير، والتي تستعمل خلال الحواسيب الالكترونية بهدف تحويل وتخزين وحماية ومعالجة وارسال ونقل واسترجاع هذه البيانات.”
واكد ان العمل من اجل تطوير قطاع تقنيات المعلومات يعتمد اولا على توفر ارادة سياسية لرفع التحدي وان يؤمن الجميع بطاقات وقدرات الشباب، لأنهم هم من سيقودون ويعيشون التحولات التكنولوجيا الكبرى القادمة”، معتبرا انه يجب العمل على ملاءمة تشريعاتنا على تناسق السياسات العمومية المنظمة لمجال التكنولوجيا، حتى يتيسر عمل الفاعلين والمستثمرين في الميدان، الذين يتوجسون من الاستثمار بسبب تغير التشريعات”، مؤكدا “ان واجب الحكومات ان تجنبهم تضييع مزيد من الجهد في التأقلم مع التشريعات عوض ان يوجهوها نحو الأهم وهو الابتكار والتنمية.”

نورا
ثم تحدث رئيس المؤتمر عميد كلية الهندسة في الجامعة الاسلامية ا.د. حسن نورا، فأشار الى “إنها المرة الأولى التي ينعقد فيها هذا المؤتمر في لبنان، وكان للجامعة الاسلامية شرف إستضافته في رحابهاهذا العام. كل الشكر للجنة المنظمة الدائمة على هذه الثقة التي نقدرها عاليا وسنبذل كل الجهد لنكون أهلاً لهذه الثقة من خلال العمل على إنجاح الأيام الثلاثة للمؤتمر”.
وأضاف “إن تقنيات المعلومات تتخصص بنقل وإدارة كل أنواع المعلومات، نصية كانت أو صورية أو صوتية. كذلك تُعنى بأنظمة الحوسبة والبرمجيات. وتستخدم تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مجالات متعددة مثل تسهيل فرص التعلم ووسائل التعليم، الطب، الهندسة، الروبوتات، التجارة، الحكومات الرقمية ووسائل الترفيه وغيرها.”
ولفت الى انه “في مؤتمرنا هذا يجتمع نخبة من العلماء والباحثين والصناعيين القادمين من أكثر من خمسة عشرة دولة لتبادل الآراء ومناقشة أحدث النتائج وتطورات الأبحاث في مجالات تكنولوجيا المعلومات التي تشمل ولذكر البعض فقط: الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني ، انترنت الأشياء (IOT) وغيرها.”
وأوضح انه يتخلل المؤتمر، الذي حصل هذا العام على الرعاية التقنية من قبل معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) ، ثلاث محاضرات رئيسية تتحدث عن:
طريقة التعامل مع الكميات الهائلة من المعلومات وطريقة تخفيف معالجتها الحسابية وتخفيف كلفتها. ويقدم هذه المحاضرة ا.د. Alexander Asteroth من جامعة بون في ألمانيا.
المحاضرة الثانية تتعلق باستخدام تكنولوجيا المعلومات في مراحل عدة من علاج أمراض السرطان يقدمها ا.د. محمد عودة من جامعة West of England, Bristol في بريطانيا.ويقدم المحاضرة الثالثة ا.د. عماد الحاج من الجامعة الأميريكية في بيروت عن الذكاء الاصطناعي في خدمة الروبوتات والصحة و الأمن السيبراني. بالإضافة إلى ذلك، سيتم مناقشة ٥٥ بحث محكم موزعين على ثماني جلسات خلال الأيام الثلاثة. كما سيقدم ا.د. عماد أبو الرب القادم من دولة الإمارات، ورشة عمل عن معايير ضمان الجودة لبرامج تقنيات المعلومات في الجامعات العربية.
الداود
وكانت كلمة لأمين عام الجمعية العمومية لكليات الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات ا.د. عصام الداود فشكر الرئيس بري لرعايته المؤتمر، كما شكر الدكتورة المولى والجامعة الاسلامية لإستضافتها المؤتمر.
ورأى ان الثورة الصناعية الرابعة التي تطرق ابوابنا سوف تغير الطريقة التي نعيش بها وتطمس الحدود الفاصلة بين التقنيات المادية والرقمية والبيولوجية، وسوف تفتح الابواب امام احتمالات لا حدود لها”، مشيرا الى ان هناك تكنولوجيات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وانترنت الاشياء والمركبات الذكية وتكنولوجيا النانو والحوسبة الحكومية، حيث يمثل علم البيانات وقواعد البيانات الكبرى النفط الجديد ووقود عصر المعلومات والاقتصاد االرقمي”، لافتا الى اننا سنصبح محاطين بأجهزة اكثر ذكاء تشترط اعادة هيكلة الاقتصاد وتلحق بالضرورة الهيكلة الاجتماعية والسياسية.”
وأمل ان يبقى مؤتمر ACIT الذي مازال يعقد بشكل دوري ومنتظم منذ تسعة عشر عاما منصة لمواكبة هذه التحولات، لكي نقترب من النجاح الذي ننشد على الصعيد العلمي والبحثي والتنموي، ونساهم مع البشرية جمعاء في البحث والتطوير في حقل تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها.
وشكر الرئيس بري والجامعة الاسلامية والدكتورة المولى ورئيس واعضاء المؤتمر.

المولى
والقت الرئيسة المولى كلمة استهلتها بالقول: اسمحوا لي بداية ونحن في اجواء ولادة الرسول الاكرم (ص) أن أتوجه لكم جميعا بالتهنئة والتبريك.و يسعدني أن أرحب بكم في رحاب الجامعة الاسلامية في لبنان وفي المجمّع الجامعي في الوردانية – الرميلة، الجامعة التي أضحت حاضنةً العلم والعلماء، وفي افتتاح المؤتمر العربي الدولي التاسع عشر لتكنولوجيا المعلومات، وأثمن غاليا حضوركم الكريم للمشاركة في هذا المؤتمر في محاوره المختلفة، حيث من المتوقع أن تقدم هذه الدورة إضافة نوعية في مجال تكنولوجيا المعلومات بمشاركة هذه الكوكبة المتميزة من العلماء والباحثين فيه”.
وأضافت “إن الجامعة الاسلامية في لبنان تسعى الى المساهمة في تحقيق مضامين الأطروحة التي آلت على نفسها حملها في الاندماج الوطني والتكامل بين مكونات المجتمع اللبناني في مجتمع واحد من خلال شعارنا ” جامعة لكل الوطن “، ملتزمين بأن يكون الإيمان والعلم مصدراً للوعي بالوطن والمواطن، ومنها انطلقنا إلى جامعة حاضنة لكل العرب من خلال موقعنا في إتحاد الجامعات العربية التي استضفنا دورتها الحادية والخمسين، وهو الإتحاد الجامع لأكثر من 380 جامعة، وبعدها تبوأت الجامعة الإسلامية في لبنان رئاسة إتحاد الجامعات الفرنكوفونية في الشرق الأوسط والتي عقدت دورتين متتاليتين تحت قبة قصر المؤتمرات… لم نصل إلى ما وصلنا إليه إلّا لأننا قررنا غوض غمار التطور في التعليم العالي والبحث العلمي في المجالات العلمية البحتة والحقوق والعلوم الإدارية والآداب والعلوم الإنسانية والسياحة والهندسة… وها أنتم اليوم، ومن خلال هذا المؤتمر المتميز والمتطور تسلطون الضوء على أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات في المساعدة على ايجاد الحلول الناجعة والمفيدة لبعض التحديات المجتمعية التي نتعامل معها بشكل دوري ويومي، حيث أن تكنولوجيا المعلومات التي تقوم عليها هذه التقنيات وما يتبعها من البيانات الهائلة، يمكن أن تدعم الأنظمة الذكية التي من شأنها أن تسهم في مواجهة الكثير من التحديات في مجتمعنا وسننقل ما تتوصلون إليه من هنا إلى الغرب وإلى المجلات المحكمة والدولية في نشر الأبحاث القيّمة”.
واردفت…”انني اذ اؤكد على اهمية محاور المؤتمر بعد ان اصبحت تكنولوجيا المعلومات جزءً ﻻ يتجزأ من حياتنا اليومية واصبح لها دور فعال في تداول حجم هائل من المعلومات وانجاز العديد من اﻻنشطة بالقطاعات المختلفة فى زمن قياسي، فانني ادعو الباحثين في مجال تكنولوجيا المعلومات وعلى شتى انواعها، الى الانطلاق من مرحلة البحث الى مرحلة التطبيق والانتاج عبر مدّ جسور التعاون العلمي والبحثي مع كافة الجامعات العربية وانشاء مشاريع بحثية مشتركة تفضي الى تقدم العالم العربي والاسلامي وتكون مدعاة للفخر والإعتراف من الغرب. واسمحوا لي ومن خلال هذا المنبر ان اتوجه بالتحية والتقدير الى اتحاد الجامعات العربية ممثلة بامينها العام والذي تعذر حضوره اليوم لاسباب ضرورية خارجة عن الارادة، حيث يعمل الاتحاد دائما على تشجيع وتطوير اطر البحث العلمي المشترك بين الجامعات العربية كافة. وما ينقصنا في الجامعات العربية هو تطوير البحث العلمي، وهو ما يسعى اتحاد الجامعات العربية ليكون من اولويات نشاطاته ودعمه “.
واكدت المولى” ان الجامعة الاسلامية في لبنان تعمل على استراتيجية واضحة في ما يتعلق بالبحث العلمى من خلال مشاريع بحثية وطنية ودولية مع اهم مراكز البحوث العلمية من اجل الوصول الى تعاون دولى مثمر يؤدي الى وصول الجامعة الى مستوى متقدم فى التصنيفات العالمية. كما ان الجامعة اليوم وفي العام 2019 مقدمة على استحقاق كبير وهو الإعتماد المؤسسي من قبل اهم الجهات الاعتمادية في فرنسا. وهذا ما يدفع بالجامعة الى بر الرقي والتقدم العلمي. ان كل ما تقدم وتحقق هو ضمن سياسة واضحة للجامعة و تصور يعكس تطلعاتها المستقبلية، وأهم ملامح هذا التصور أن الجودة في رؤيتنا هي ممارسة يومية وطريقة حياة في الجامعة، وأن اثر انجازات الجامعة سيكون حتما ان شاء الله كبيرا جدا في المستقبل”.
وختمت بالقول… “اننا نسعى معكم، ومن خلال هذا المؤتمر، إلى المشاركة الفعالة في تحقيق كافة الاهداف الموضوعة له، والمساهمة الايجابية الفعالة في انجاحه. وأتوجه بالشكر لدولة الرئيس نبيه بري على رعايته وعلى إنتدابه سيدة أثبتت نجاحها في البحث العلمي في عالم الطب تحديداً، نحن نفتخر بوزيرة التنمية الإدارية وممثلة للشعب في البرلمان، فأنت خير من ينطق ويدافع عن مصالحه وعن رؤية هذا الجيل وحاجاته وأنت الحريصة بالمضي نحو التطور والحداثة. ولا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الخاص لسيادة اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام على إحاطته الكريمة في إنجاح المؤتمر بتسهيل وصول الأساتذة والباحثين من الخارج. أشكر كل الباحثين على ثقتهم بالجامعة الإسلامية وأشكر كلية الهندسة تحديداً عميداً وأساتذة وباحثين وطلاب على تنظيم هذا المؤتمر وإلى كل الفريق الإداري واللجنة المنظمة”.
راعي المؤتمر
وختاما القت الوزيرة عزالدين كلمة راعي المؤتمر الرئيس نبيه بري فقالت :” الرئيس بري فشرّفني بتمثيله في مؤتمركم الهام الذي يتناول احد اهم عناوين هذا العصر لا بل احد اهم عناوين المستقبل. فتكنولوجيا المعلومات تشكل عصب الحياة وترسم وجه العالم بعد ان اصبحت صناعة حقيقية مؤثرة في كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية. كما تعلمون فإن المعلومات هي سبب اساسي من اسباب القوة في ظل ثورة جديدة تعتمد فيها العملية الإنتاجية على العقل البشري والإلكترونيات الدقيقة والهندسية والكيمياء الحيوية والذكاء الاصطناعي وتوليد المعلومات”.
وأضافت “تعزز الارقام المتداولة هذه الحقيقة. فشركات الاستشارات تتوقع ان 25% من الناتج المحلي الاجمالي العالمي سيعتمد على التكنولوجيا الرقمية بحلول العام 2022. وتؤكد الاحصاءات وجود اكثر من ثلاث مليارات إنسان حول العالم يستخدمون الانترنت ويرسلون 269 بليون رسالة الكترونية يومياً. اما في العالم العربي فقد ارتفع عدد مستخدمي الانترنت الى 226 مليون انسان وقد بلغ الانفاق على التكنولوجيا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في العام 2017 حوالى 155 مليار دولار.” ان هذه الارقام تعني ان المهارات الرقمية تتزايد اهميتها ليس فقط لصناعة تكنولوجيا المعلومات انما لجميع الشركات في المجالات المختلفة وللمجتمع ككل.وهي تعني ايضا ان طرح القضايا المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات لم تعد ترفا في بلادنا انما هي حاجة ضرورية وماسة وتحديدا في الجامعات. ان مؤسسات التعليم العالي هي المكان المعني بالتعامل مع التوجهات العلمية الجديدة التي افرزتها التكنولوجيا وعلى عاتقها تقع مسؤولية “صناعة الطاقات الانسانية ” التي اصبحت أهم صناعات عصر المعلومات على الإطلاق)علوم الـ(STEM وضرورة تعديل مناهج العلوم الانسانية.
واكدت عز الدين ان الجامعات هي المسؤولة عن تنمية قدرات التحليل والابتكار والقدرة على التعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات وتحويلها الى معرفة، وهذا التسارع المذهل للثورة العلمية والتقنية المعلوماتية وتطبيقاتها. ان هذا التطور يشكل تحديا كبيرا وجديا أمام التعليم العالي خصوصاً في منطقتنا حيث المطلوب قيام نظام تعليمي يجمع بين التخصصات العلمية والتكنولوجية والتنموية.ان ايجاد الرابط بين تكنولوجيا المعلومات والتنمية هو الكفيل باحداث التغيير وبايجاد الحلول للكثير من المشكلات التي تعصف بعالمنا، ولعل أهم ايجابيات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات أنها اداة أو وسيلة لتحقيق التنمية اي لتمكين الناس والمجتمعات من الاكتفاء الذاتي في تلبية احتياجاتهم الاساسية ومساعدتهم في استخدام طاقتهم الكامنة بشكل كامل. ومن البديهي القول ان استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من أجل التنمية ومن أجل التقدم الانساني والتطوير الاجتماعي، وبشكل أكثر دقة، استخدامها في مجالات التعليم والصحة والحوكمة الرشيدة والتطوير الاقتصادي لم يعد ترفاً. وهذا ما يحضر في ادبيات الامم المتحدة التي تعتبر ان تكنولوجيا المعلومات هـي عوامـل تمكينية وقوى دافعة أساسـية لتحقيـق اهداف التنمية المستدامة للعام 2030، وتتحدث تقارير الامم المتحدة عن ان استخدام تكنولوجيا المعلومات اسهم بشكل قوي في تحقيق فرق هام على مستوى القضاء على الجوع ورفع المستوى الصحي وسد الفجوة بين الجنسين ورفع مستويات النمو في الاقتصاد وتحقيق فرص العمل.
وتابعت “مما لا شك فيه اننا في العالم العربي يجب ان نبادر وبكل شجاعة لتبني هذا المفهوم لتكنولوجيا المعلومات. هكذا نتأكد من ان التكنولوجيا تخدمنا لحل المشكلات ولازالة الفروقات الاقتصادية والاجتماعية ولمكافحة الفساد. والحق يقال اننا في لبنان قدمنا (وعلى الرغم من مشاكلنا العديدة) نموذجا في هذا الاطار. نموذج لم يلق طريقه للتنفيذ بعد لأنه لم يتسنّ للحكومة السابقة اقراره في مجلس الوزراء، نموذج جوهري في نفس الوقت بالنسبة لبلد مثل لبنان. لقد انجزنا في وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي والتي نطمح من خلالها الى تحقيق الاصلاح في الدولة ومكافحة الفساد و احداث تحول في العلاقة بين المواطنين والدولة وتقديم الخدمات لهم رقميا وبفعالية عالية بناء على اجراءات مبتكرة غير ورقية (paperless)، وتوسيع المشاركة من خلال جعل اكبر عدد من المواطنين يقومون بالاعمال عبر الانترنت. و لقد انتهجنا اثناء تحضيرنا لهذه الاستراتيجية منهجية التشاركية مع مختلف القطاعات فكان التنسيق الدائم بيننا كوزارة تمثل الدولة اللبنانية وبين القطاع الخاص فضلا عن اشراك كل الوزارات المعنية والادارات الرسمية والمجتمع المدني والجامعات في النقاش وتبادلنا الاراء ولخبرات لايماننا بان هذا المنطق التشاركي هو احد شروط النجاح. وقد حرصنا على ضرورة وأهمية بناء القدرات الوطنية في طار الشراكة مع القطاع الخاص والاعتماد عليها من اجل تنفيذ هذه الاستراتيجية وليس على شراء التكنولوجيا. هذه القدرات الداخلية تبنى هنا في الجامعة الاسلامية وفي غيرها من الجامعات الهامة في لبنان. ان الخريجين والخريجات هم اول المعنيين بمشروع التحول الرقمي. لاننا نطمح من خلاله ليكون لبنان مركزا عالميا في المجال الرقمي (Digital Hub) ما سيساهم في ازدهار الاقتصاد الرقمي في المنطقة وهذا سيخلق عشرات الاف الوظائف كل سنة وسيساعد بقوة في تحويل الاعمال والمؤسسات الى مؤسسات ابداعية فعالة ومنافسة على مستوى عالمي.
واردفت.. ان تحقيق هذا الهدف غير ممكن من دون الطاقات الشابة ، الخرّيجين والخريجات، المهندسين والمهندسات الرقميين، الباحثين والباحثات وغير ممكن ايضا من دون وضع السياسات اللازمة للحفاظ على السيادة وعلى خصوصية المواطنين ووضع اليات قابلة للقياس لتطبيق هذه السياسات على مستوى الحكومة وبشكل مستمر وهذا ما لحظناه في الاستراتيجية المذكورة. وكما تعلمون ان أمان شبكات المعلومات باتت الشغل الشاغل للعاملين في هذا المجال. الأمن المعلوماتي صار من أخطر وأهم الأمور التي باتت تؤرق السياسيين وصناع القرار والصناعات الإستراتيجية وأجهزة الأمن في كثير من دول العالم وقد عبر احد المسؤولين الأميركيين عن هذه الاهمية بقوله “ان أجهزة الاتصالات في بلاده قد تتعرض لهجمات الكترونية أشد وطأة من التي تعرض لها أسطول بلاده في الحرب العالمية الثانية في بيل هاربر من اليابانيين”.
وتابعت… ولضمان تحقيق امن المعلومات بما يحفظ سيادتنا الوطنية ويؤمن مستقبلا رقميا لمجتمعاتنا لا بد من رفع الحواجز التي تمنع النمو الرقمي. وهذا يتحقق عبر انشاء البيئة التشريعية الملائمة. وقد بدأنا في المجلس النيابي اللبناني وبتشجيع وحث من دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالعمل على هذا المستوى وكانت البداية مع اقرار قانون المعاملات الالكترونية والبيانات الشخصية. على ان تستكمل بقوانين تضمن الشمولية الرقمية اي تأمين الفرص المتساوية والعدالة للجميع في الوصول للانترنت وجعل هذا الامر بمثابة حق اساسي مثل حق الوصول الى الماء والطاقة والصحة وبسعر مقبول، اضافة الى قوانين لمكافحة القرصنة الالكترونية واخرى لمواكبة مجالات الذكاء الصناعي والملكية الفكرية في العالم الرقمي.
وقالت :” ان المشكلات التي تواجهنا في العالم العربي في مجال التكنولوجيا متشابهة، نظرا للقواسم المشتركة العديدة وللمصالح الكبيرة التي تجمع دولنا ومجتمعاتنا وشعوبنا، ما يستدعي تنسيقا لا بل شراكة. فعالم تكنولوجيا المعلومات هو عالم الاقوياء معلوماتيا ومعرفيا وتقنيا ورقميا وعلينا ان لا نضيع هذه المرة فرصة التكامل في ما بيننا ما يمكننا من خوض التحدي على الساحة العالمية من موقع القوة والاقتدار. هناك فرصة اخرى يمكن ان تتشكل في عصر التكنولوجيا والمعلومات والانترنت. انها فرصة حقيقية للقيام بعملية جذرية لتطوير مجتمعاتنا العربية ولاعتماد حكم رشيد تكون فيه السلطات الحاكمة مسؤولة وشفافة وقابلة للمحاسبة والمساءلة، سلطات تستخدم التكنولوجيا كوسيلة للاصلاح ولتحسين حياة المواطنين ولصناعة مستقبل افضل .
وختمت بالقول ” ان مؤتمركم اليوم هو خطوة مهمة وفي الوقت المناسب على هذا الطريق فكل الامنيات لكم بالتوفيق والنجاح وكل الترحيب بجميع المشاركين من اشقائنا العرب ومن الاصدقاء من مختلف دول العالم الذين نتمنى لهم الاقامة المريحة في لبنان. طبعا لا نود ان نشرك ضيوفنا بهمومنا ولكن اود او اجدد دعوتنا للاسراع بتأليف الحكومة لان الازمة الاقتصادية كما يؤكد دولة الرئيس نبيه بري لم تعد تقاس بالسنوات والاشهر انما بالأسابيع. هذه الازمة اصبحت داهمة الى درجة ان البعض يتوهم انه قادر على استغلالها لفرض تراجع عن سلسلة الرتب والرواتب التي كان للرئيس بري شرف الحث على اقرارها والمساهمة بابصارها النور والتراجع عنها غير وارد”.

تسليم الدروع
وفي ختام جلسة الافتتاح قدمت المولى دروعاً تكريمية الى راعي المؤتمر الرئيس بري والوزيرة عز الدين والامين العام الداود والنقيب ثابت ورئيس المؤتمر.
بدوره قدم الامين العام الداود دروعاً تكريمية للرئيس بري والوزيرة عز الدين والرئيسة المولى ورئيس المؤتمر د.نورا ونائبه د. محمد عياش .

هذا، وستتواصل اعمال المؤتمر على مدى ثلاثة ايام تصدر في ختامه التوصيات.

(الانباء)