عشاء سنوي للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي بحضور ممثل جنبلاط

أقام المجلس الثقافي للبنان الجنوبي عشاءه السنوي في مطعم “شاتو دي مير” الدامور، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والفكرية والأكاديمية والنقابية والفنية، وممثلين عن الجمعيات والمجالس والحركات الثقافية المماثلة (الحركة الثقافية ـ أنطلياس، نادي الشقيف ـ النبطية، منتدى صور الثقافي، نادي الخيام ومنتدى الفكر التقدمي)،المفكر كريم مروة، وبمشاركة فاعلة من الحزب التقدمي الاشتراكي حيث مثل مفوض الإعلام رامي الريس رئيس الحزب وليد جنبلاط، وإلى جانبه عضو مجلس القيادة الدكتور طارق خليل والقيادي سعيد الضاوي، ومفوض الثقافة فوزي أبو ذياب وعضو وكالة داخلية المتن غسان زيدان.

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية بممثل جنبلاط والحضور، ألقى الدكتور محمد علي مقلد كلمة المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، عرض فيها لدور المجلس الذي كان نتاج المرحلة الشهابية، وأعلن في كلمته عن ورشة عمل خلال عام تتركز على موضوع استنهاض مفهوم الدولة.

وقال “اسمحوا لي أن أنقل، باسم الحاضرين في هذه القاعة، تحية التقدير والحب والاحترام لأستاذنا الحبيب حبيب صادق الذي ما كان لهذا الصرح الثقافي لولاه أن يستمر من غير انقطاع ، منذ أكثر من نصف قرن؛ ومع أن البعض أطلق على المجلس تصنيفاً يضعه في عداد الإقطاع الثقافي، بحجة وجود نواقص في تجربتنا الديمقراطية، غير أنه وللأمانة، ما كان لأحد منا، لأي واحد ممن تعاقبوا على عضوية الهيئة الإدارية، لا بمفرده ولا لنا مجتمعين، أن نوفر للمجلس من ديمومة في أنشطته وحضوره والتزاماته الثقافية والفكرية والسياسية ما وفّره له حبيب صادق”.

أضاف “إننا نعتزّ بتجربة المجلس الثقافي للبنان الجنوبي الفريدة التي، في استمراريتها كمؤسسة ثقافية ناشطة على امتداد نصف قرن ونيف، لا يشبهها أحد ولا تشبه أحداً. أما عن استقلال قرارها، ونحن في غمرة الاحتفال بعيد استقلال الوطن، وعن مضيّها قدماً، بلا كلل ولا ملل، ضد متاريس الطائفية وهدّامي هيكل الثقافة الوطنية، فلا يسعنا إلا توجيه التحية لقلة نادرة من الشجعان رافعي راية الاستقلال الثقافي والسياسي في بلادنا”.

وأشار إلى أن “الوطن يحتاج إلى ورشة تنقذه من براثن النهّابين والمرابين، ولا حل إلا بالدولة. الدولة الديمقراطية التي تنظم الاختلافات وتحمي التنوع وتصون الخصوصيات الثقافية والدينية، الدولة التي تصون الحريات وتعزز الانتماء إلى الوطن بدل الولاءات ما دون الوطنية والولاءات ما فوق الوطنية. الدولة، دولة القانون والمؤسسات، هي وحدها القادرة، بقوة القانون لا بقوة السلاح، على وضع حد فاصل بين الوطنية وتجار الوطنية، بين الدين وتجار الدين، بين السيادة ومنتهكي الدستور.

من أجل ذلك سنسعى إلى استشارة أهل الرأي والحكمة والنزاهة والاستقامة وأهل التجربة، لننظم معاً نشاطنا الثقافي لهذا الموسم ليكون عامنا الثقافي في المجلس عام استنهاض لمفهوم الدولة، آملين من الحريصين على إعادة بناء الوطن والدولة، أفراداً ومؤسسات مجتمع مدني، حاضرين في هذه القاعة أو غائبين، المساهمة في صوغ الاقتراحات والتعاون لتنظيم ورشات نقاش شهرية يشارك فيها أصحاب التجارب الناجحة ممن يملكون الرؤية والتصور الواضح لكيفية الخروج من مأزق نظام المحاصصة، لعل عملنا هذا يكون هديتنا الثقافية لهذا الوطن الجريح”

ثم كانت أمسية غنائية أحياها الفنان خالد العبدالله.

(الأنباء)