أبو فاعور: لتعميم ثقافة وهب الأعضاء في مجتمعنا

راشيا – عارف مغامس

رعى عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعو ندوة بعنوان “ثقافة وهب الأعضاء في المجتمع اللبناني” بدعوة من مستشفى راشيا الحكومي، باشراف الهيئة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية، وبدعم من اتحاد بلديات جبل الشيخ، أقيمت في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا.

حضر الندوة إلى جانب أبو فاعور، النائبان السابقان اللواء أنطوان سعد والدكتور أمين وهبي، الإكسيرخوس إدوار شحاذي، الأبوان ابراهيم كرم ومتري الحصان،الشيخ أسعد سرحال ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، مديرة الفرع السادس في الجامعة اللبنانية الدكتورة ليلى تنوري، رئيس اتحاد بلديات البحيرة المهندس يحي ضاهر، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور ونائبه جريس الحداد، وكيل داخلية “التقدمي” رباح القاضي، محمد هاجر ممثلاً منسقية تيار المستقبل، المنفذ العام السابق للحزب القومي حمد زيتون، رئيس مجلس ادارة مستشفى راشيا الحكومي الدكتور حسن الخوير، رئيس رابطة مخاتير راشيا محمد قاسم، أعضاء المجلس المذهبي الدرزي وحشد من الأطباء والهيئات التربوية والثقافية والاجتماعية ورؤساء البلديات والمخاتير.

تحدث في الندوة المدير الطبي في مستشفى راشيا الحكومي الدكتور ربيع أبو شامي فشدد على أهمية تعميم ثقافة وهب الأعضاء في مجتمعاتنا لما لها من دور إنساني في حياة بعض الناس لأنه آن الاوان للانتقال إلى الواقع لننسج الحياة ونولد النور من العتمة عبر مقاربة هذا الموضوع مع نخبة من أصحاب الرأي والحكمة والمعرفة، لأن هذه القضية تؤسس لمجتمع أكثر إنسانية.

ثم تحدث المدير الطبي للهيئة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية الدكتور أنطوان اسطفان معرفاً بالوفاة الدماغية وتوقيت وهب الأعضاء وطريقتها وكيفية الوهب.

وعن رأي الدين بموضوع وهب الأعضاء تحدث الدكتور الشيخ علي محمد الغزاوي والأب لويس خوند فأشارا إلى موقف الإسلام والمسيحية من قضية وهب الأعضاء من الناحية الدينية والشرعية والأخلاقية والإنسانية، والحالات التي يسمح بها الدين إجراء عمليات وهب للأعضاء وهي كثيرة، ولفتا إلى بعض الحالات التي يحرمها الدين.

ثم تحدثت باسم برنامج وهب الأعضاء، المنسقة العامة للهيئة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية فريدة يونان، تلاها عرض شهادات حية لمستفيدين من عملية وهب الأعضاء.

أبو منصور
ثم كانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور، فاستشهد بقول الشهيد كمال جنبلاط “بدأت البشرية تتعثر بسيرها وانطلاقها بازدياد نسبة الضعفاء والمرضى جسديًّا وعقليًّا وخلقيًّا بين أبنائها”. ففي ظل هذا الضعف وهذا المرض، في السياسة وفي المجتمع وفي الجسد والعقل والخلق، تشعّ مبادرات كهذه، إنسانية، جامعة، تبغي الخير، فتعطينا أملاً نحن بأشد الحاجة إليه، في ظلمة هذه الفترة الحالكة. فبوركت رعايتك يا تلميذ الكمال، وبوركت مساعيكم في الهيئة الوطنية وفي مستشفى راشيا الحكومي.

وتابع أبو منصور “في ثقافتنا الشعبية، نقول لمن نحبه كثيراً، “بعطيك عيوني”. فالعطاء والوهب رسالة محبة، ولأننا تربينا على المحبة، أعلن، وبكل فرح ووعي وقناعة، أنني سأتقدم بطلب للحصول على بطاقة وهب أعضاء، على أمل أن تتعمم هذه الثقافة التي تبعدنا عن الأنانية وتترك أثراً طيباً في مكان ما، لإنسان ما هو بأمس الحاجة للقليل من الأمل.

أبو فاعور
النائب أبو فاعور قال: “الشكر لمستشفى راشيا الحكومي والهيئة الوطنية لوهب الأعضاء وللمحاضرين. شرف كبير للحزب التقدمي الاشتراكي أن نستضيف هذا اللقاء الذي ينطلق من الانسانية ويريد أن يتحسسها.

وقال صودف أيام وجودي في وزارة الصحة أني كنت شاهداً على عدد كبير من هذه الحالات، وكنا نرى المعاناة ونرى الأهل يائسين ولا يملكون إلا القليل من الأمل يبحثون عن طريقة لإنقاذ أحبائهم. وكنا نعرف أن الحل الوحيد هو في تعميم ثقافة وهب الأعضاء، وهو أمر صعب ويتطلب الكثير من الشجاعة وإزالة الحواجز وتعميم هذا المفهوم اجتماعياً، وهو ليس بالأمر الصعب. نحتاج إلى الكثير من الشموع التي تضاء للوصول إلى يوم تتعمم فيه هذه الثقافة على جميع أبناء الوطن، معتبراً أن هذا اللقاء هو الأول في راشيا والبقاع الغربي للتشجيع على هذا الأمر، مستعرضاَ تجربة وهب حصلت لأحد المحرَّرين من سجن الخيام ومتبرعة كانت معه في المعتقل.

المطلوب تعميم هذه الثقافة وأن نضع أنفسنا مكان الأهل الذين لهم عزيز ابن أو ابنة أو أب أو أم بحاجة للتبرع، مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية تدفع سنوياً مبالغ طائلة لحالات وهب أعضاء لأطفال وكبار يزرعون أعضاء في الخارج بإيطاليا أو غيرها، في إيران هناك قانون أن كل شخص يدخل في حالة الموت الدماغي على المستشفى أن تبلغ عن الأمر والدولة لها الحق أن تتبرع بأعضائه لأشخاص آخرين، فبعد الموت لا قيمة للجسد. وأمل أن يكون هذا اللقاء إضافة شمعة في مركز كمال جنبلاط لثقافة وفهم وإنسانية وأخلاقية جديدة تنبعث من أنفسنا في التشجيع والإقدام على عملية وهب الأعضاء.

وفي الختام قام عدد من الحضور بتعبئة استمارات من الهيئة أعربوا فيها عن رغبتهم بالتبرع بأعضائهم.

(الأنباء)