وداعًا نادي الحكمة!

هل يسقط نادي الحكمة إلى الدرجة الثانية؟ هو السؤال-الهاجس الذي يلاحق عشاق النادي الأخضر البيروتي العريق. تتراكم المشاكل المادية في النادي “المتروك” من الجميع إلا من جمهوره الوفي. مشاكل تنقسم إلى شقين: أولهما التراكمات المادية للاعبين والتي جعلت النادي يرزح تحت ضغط “الحظر” الدولي، وثانيهما الشكاوى القضائيّة المنهالة عليه من كل حدبٍ وصوب من لاعبين وفنيين سابقين يطالبون بتقاضي رواتبهم المستحقة. أمام هذا الضغط يأبى رئيس النادي سامي برباري الاستقالة بذريعة “عدم ترك النادي في هذا التوقيت الحساس والصعب”.

تسعة لاعبين تقدموا بشكاوى أمام BAT وهي محكمة خاصة للاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا) تنظر في كلّ قضايا اللاعبين والمدربين الذين لا تحترم النوادي عقودهم، خمسة من هؤلاء اللاعبين صدرت الأحكام لصالحهم على ما علمت “الأنباء” ومن بين هؤلاء اللاعب إيلي اسطفان الذي ربح قضيته وحكمت له المحكمة بـ120 ألف دولار فدفع له النادي 40 ألف دولار وجدول له الباقي من دون أن يحترم هذه الجدولة. علمًا أن آخرين توجهوا إلى الخيار نفسه وقوبلوا بعدم الالتزام ذاته من قبل إدارة النادي الذي تتنازعه المشاكل المادية. وفيما صدرت الأحكام لصالح خسمة لاعبين، تقدم 4 لاعبين وفنيين أخيرًا بشكاوى جديدة من بينهم المدرب السابق فؤاد أبو شقرا الذي يطالب بمبلغ يفوق 400 ألف دولار ومعه كوكو كريكوريان وغسان نعمة وعلي فخر الدين على ما علمت “الأنباء”.

ماذا يحصل في هذه الحالة؟ حكَم الاتحاد الدولي على نادي الحكومة بمنع التوقيع مع أي لاعب أجنبي ولكنه عصى القرار بوساطة من الاتحاد اللبناني لكرة السلة لا بل بـ “تفنكة” خلصته من هذا الحظر، وإذ بالاتحاد الدولي يتشدد في عقوبته ويمنع التعاقد مع أي لاعب أجنبي حتى لو كان في لبنان، ويرسل كتابًا إلى الاتحاد اللبناني يطالبه بتنبيه نادي الحكمة إلى ضرورة تنفيذ العقود وإلا سيفرض عليه حظرًا مع نقله إلى الدرجة الثانية، بيد أن إدارة النادي لم تتجاوب مع التحذيرات الدولية رفيعة المستوى ليغدو الآتي أعظم. ساعات قليلة (حتى 29 الجاري) بقيت أمام نادي الحكمة لتنفيذ العقود، فيما تقف الإدارة عاجزة بعد رفضها جملة عروضٍ للمساعدات على ما علمت “الأنباء”.

اليوم يعوّل اللاعبون الذين فقدوا ثقتهم بالإدارة كما بالوعود التي تُغدَق عليهم في كل مرة، على من يجرؤ على وضع توقيعه على جدولة جديدة بعيدًا من هذه الإدارة العاجزة عن إدارة الأزمة. وأمام تخوّف عشاق اللعبة ومحبي النادي الخيرين من هبوطه إلى الدرجة الثانية وربما الثالة والرابعة تدريجًا، يشير متابعون للملف عبر “الأنباء” إلى أنّ “إدارة النادي تبدي استخفافًا فظيعًا بالتحذيرات الدولية حدّ أن رئيسها يجاهر ويفاخر أمام الجميع قائلًا: فليسقط النادي السلوي إلى الدرجة الثانية، يبقى لنا نادي كرة القدم ما يضمن استمراريتنا”. يرفض محبو النادي هذا الكلام الاستهتاري، وهو ما استدعى ردًّا من الاتحاد الدولي لكرة السلة على ما علمت “الأنباء” مفاده أنه سيلجأ إلى محكمة التحكيم الرياضية CAS ليطلب منها مراسلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لشطب نادي الحكمة لكرة القدم في حال واصلت إدارة النادي الحالية تجاهلها التحذيرات والقرارات الدولية”. وفي سياق المساعي الإنقذاية، علمت “الأنباء” أن تظاهرة حاشدة ستحتضنها ساحة ساسين الأربعاء، قد تجمع أكثر من ألفي شخص من إداريين سابقين وقدامى نادي الحكمة وعشاقه على أن يشارك فيها عددٌ كبير من الأوفياء للراحل أنطوان شويري أمثال إيلي يحشوشي، بول عطالله، جورج بركات، كميل سعادة، جو سعادة، فادي رستم، سمير صالح وسواهم من رؤساء سابقين على غرار طلال المقدسي ومارون غالب وقدامى الحكمة وحشد من مشجعي النادي الذين قرر كلٌّ منهم وضع خدماته من تنقلات في خدمة نجاح التظاهرة الضاغطة في اتجاه استقالة برباري والأعضاء الباقين.

يبقى أن مصير نادي الحكمة العريق على المحك، ذاك الذي استنزف كثيرون صلواتٍ وشموعًا من أجله في العقد الفائت ورسم أمجادًا محلية وعربية وعالمية لا يمكن محوها بشطبة… فساد!

رامي قطار- “الأنباء”