نقاش فريد بين كمال جنبلاط ورئيس الجزائر… وتفاصيل أكثر في كتاب

صدر عن منشورات ضفاف كتاب جديد للوزير السابق والقيادي في الحركة الوطنية محسن دلول بعنوان “جدلية الفكر والسياسة: من إبن رشد إلى كمال جنبلاط”، ومن إعداد يوسف مرتضى.

وقد مهّد دلول للكتاب قائلاً: “عندما كنت برفقة المعلم والقائد الكبير كمال جنبلاط بزيارة للجزائر، وعندما التقينا بالرئيس الجزائري المغفور له هواري بومدين بعد هزيمة عام 1967، استقبلنا الرئيس وكان حزينا بقوله: ماذا دهاكم في الشرق يا كمال..؟ فأجابه جنبلاط بتأوه وغصة: نحن للأسف لم نقبل أن يتوطّن ديكارت في شرقنا، فبقينا نعبث في ضلال الغيبيات والتخيلات.

ثم أضاف: لقد رفضنا تراث ابن رشد وحرقنا كتبه، كما حرقنا ما أنتجته المعتزلة، ولم ندرك تماما ما ذهب اليه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة.

وقبل انتهاء الجلسة التي طالت لساعات وشملت بحثاً معمقاً لكافة الأمور والتطورات، وكانت تربطني شخصياً علاقة مميزة بالرئيس بومدين، التفت نحوي وقال لي: يجب أن ندرك تماماً مرامي ما قاله الصديق الكبير كمال جنبلاط عن ديكارت وابن رشد، فأجبته مازحاً: ما رأيكم يا سيادة الرئيس لو أنك تدعو جميع القادة العرب مع رؤساء أركان جيوشهم ورؤساء مخابراتهم إلى لقاء هنا في الجزائر، وتجري في هذه الأثناء انتخابات حرة في بلدانهم بغيابهم فماذا عسى أن تكون النتائج؟

شرد الرئيس قليلاً وقال: لا أظن أن أحداً قد يعود إلى بلده حاكماً.

فأردفت قائلا: يا سيادة الرئيس نحن لم نؤسس دولة وإنما أنشأنا سلطة، والسلطة تحتاج إلى من يحميها ويخفي تجاوزاتها، بينما الدولة تقضي أن تؤسس جيوشا تحمي الأوطان.

ويسأل دلول: “هذه المعادلة الجدلية التي لطالما رفضنا الركون إليها في رفضنا لتوطين ديكارت وتقدير تراث ابن رشد والمعتزلة هي ما نفتقده في عالمنا المضطرب اليوم؟”.

(الأنباء)