منزل طفولة فيروز: لماذا الإهمال الرسمي؟

في بيت قديم في حي زقاق البلاط في بيروت عاشت السيدة فيروز طفولتها، الى جانب أخيها جوزيف وأختها هدى، وبين جدرانه نمت موهبتها الغنائية وحبها للموسيقى.

فيروز الطفلة كبرت وغادرت البيت عام 1955 يوم زفت إلى الفنان الراحل عاصي الرحباني، أما العائلة فما لبثت ان تركت البيت، فأهمل وانهار جزء منه نظرا لقدمه.

قبل سنوات قررت بلدية بيروت تحويل المنزل المؤلف من ثلاث طبقات والذي يعود الى العهد العثماني إلى متحف، ويكون صرحاً ثقافياً وفنياً ومعمارياً.

حتى اليوم ما زال المشروع حبرا على ورق، ففي عام 2010 جاء قرار بلدية بيروت بعد أن وضع المنزل على لائحة الجرد العام للأبنية التاريخية، من قبل وزارة الثقافة، وهو الأمر الذي يحميه من الهدم. ورغم أن هذا القرار الذي يحمل رقم 74، فإن الإجراءات الرسمية التي يجب أن يمرّ بها أخّرت تنفيذ استملاك البيت.

يعود تاريخ بناء هذا المنزل الذي تبلغ مساحته نحو مئة متر مربع، إلى أوائل القرن التاسع عشر، أي في حقبة الحكم العثماني بالتحديد. أما طابعه الهندسي فيتراوح ما بين اللبناني والعثماني. وقد سكنت عائلة فيروز في الطابق الأرضي منه. فقد كان البيت مؤلّفًا من طبقتين وأضيفت إليه الطبقة العلوية في العشرينات.

وكان البيت موصولا مع بيوت أخرى من المستوى نفسه من خلال دار تتوسطه وتحيط به حديقة صغيرة. وكان الطابق الارضي يتألّف من غرفتين وتوابعهما، وتتميّز أسقفه بالعقد والقناطر المستوحاة من العمارة اللبنانية التراثية. أما أرضه فقسم منها مغطّى ببلاط الموزاييك، فيما القسم الآخر تكسوه مادة الصلصال أو الطين.

كما الكثير من المشاريع في لبنان، فإن تحويل المنزل الى متحف يبقى دونه عقبات، أهمها الإهمال وعدم المتابعة، ونسأل أين المحافظ والبلدية بل اين وزارة الثقافة في بلد لا ذاكرة فيه!!.

(الأنباء)