ليلة عَزْل اللبناني الملياردير!

عندما تبحث في محركات البحث عن “كارلوس غصن” يطالعك الآتي: “رجل أعمال لبناني يحمل الجنسيتين الفرنسية والبرازيلية”. لطالما كان غصن غصنًا في شجرةٍ لبنانيّة مهجريّة تعكس صورة لبنان الجميلة وتجسّد نموذجًا من نماذج تحليق اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم وفي مختلف المجالات.

هو أحد “الكارلوسَين” اللذين استوطنا أميركا اللاتينية وبرزا فيها كرائدَي أعمال وراكما فيها ثرواتٍ مهمة. اليوم يتراجع “الكارلوسان” كلّ على طريقته: فكارلوس سليم تتراجع ثورته بشكل دراماتيكي، وكارلوس غصن تتراجع سمعته بعد “هزةٍ” غير متوقّعة ألمت به منذ ساعات في أعقاب إلقاء السلطات اليابانية القبض عليه بصفته رئيس شركة “نيسان” العملاقة لصناعة السيارات، في طوكيو لاستجوابه في مخالفات مالية.

الشركة التي قالت ما حرفيّته: “غصن كان يقلل من قيمة عائداته في الأوراق الرسمية”، لم تكمل روايتها التي تناقلتها الصحف العالمية وعنوانها العريض “التهرُّب الضريبي”. ومع هذه التهمة، ينتهي عقد غصن مع الشركة العالمية رغم أنه يقف وراء إنقاذها من الإفلاس في أواخر تسعينات القرن المنصرم.

ما يعرفه اللبنانيون عن غصن أنه رئيسٌ لشركة نيسان ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة رينو ورئيس شركة ميتسوبيشي موتورز.

أفلح غصن في سنوات معدودة في جني ثورةٍ طائلة من خلال منصبه، حيث نشرت وكالة رويترز منذ سنوات تقريرًا كشفت فيه عن راتب غصن في العام 2015 والذي ناهز 1.1 مليار ياباني أي ما يعادل 10.2 مليون دولار. هذا الراتب أثار في العام 2016، أي بعد عام على رفع بنسبة 3.5%، موجة غضب عالمية حدّ ذهاب غالبية مساهمي إحدى شركات “كاك 40” (مؤشر قياس القيمة المرجحة للقيم 40 الأكثر أهمية من بين 100 شركة في السوق في بورصة باريس) ضد تضخُّم راتب غصن.

يُعدّ غصن واحدًا من نماذج إدارة الأعمال الناجحة حول العالم، وقال في مقابلة أخيرة: “المدير الناجح هو بكل بساطة من يحقق نتائج ناجحة ليس في المدى القصير إنما على فترات طويلة تصل الى 15 سنة”.

إذًا، اللبناني الملياردير موقوفٌ رهن التحقيق وقد يغدو خلف القضبان ليعلن بذلك أفول مجدٍ عمره أكثر من ثلاثة عقود.

رامي قطار- “الأنباء”