لِمَ تُدمَّر جامعة الوطن؟/ بقلم سلام عبد الصمد

الجامعة التي تأسست من أجل تحصين استقلال الوطن وصون وحدة أبنائه، أضحت واحة للمزايدات الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة.

الجامعة التي نشأت من أجل المحافظة على تراث لبنان الثقافي والعلمي، ترزح تحت ثقل التدخل السياسي والتوظيف النفعي.

الجامعة التي بنيت من أجل تطوير وتحسين ورفع مستوى التعليم الوطني الرسمي، تفتقد إلى مناهج موحّدة، وإلى اختصاصات جديدة تحاكي تطورات العصر.

الجامعة التي كلّفت الخزينة ملايين الدولارات، تغلق أبواب منشآتها؛ لا سيما الرياضية منها، أمام طلابها، لتفتحها أمام عدسات المصورين ومنتجي البرامج التلفزيونية، وتغرق قاعاتها بمياه الأمطار وتغيب عنها أعمال الصيانة!

الجامعة التي هدَفَ مؤسسوها إلى تعليم وتأهيل جيل من الشباب المتمكن للنهوض بالبلد، تخشى ديمقراطية طلابها وتحرمهم من حقهم في انتخاب ممثليهم في مجالس فروع الطلاب.

الجامعة الحلم… تنزف. لا معين لها أو مضمّد لجراحها… وتسأل صارخةً لِمَ تُدمَّر جامعة الوطن؟

(*) أمين عام سابق لمنظمة الشباب التقدمي 

(الأنباء)