كتاب جنبلاط لعون: هذا ما يتحدث عنه!

كتاب أسياد الصحراء (Lords of the Desert) يتحدث عن الصراع بين بريطانيا وأميركا من أجل الهيمنة في الشرق الأوسط”؛ صادر عن دار سايمون آند شوستر لمؤلفه جيمس بار، حيث يوضح: “بعد أن خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية مثقلة بالديون، وجدت أن الولايات المتحدة تحل محلها تدريجيا كقوة عالمية، حيث وقتها مثلت بريطانيا سببًا رئيسيًا لنشأة إسرائيل، وبالتالي برزت أمريكا بصفتها الراعي الرافض للصهاينة في فلسطين، فضلًا عن أنها انتقدت بريطانيا لإصرارها على مَلَكِيَة مُفسِدة في مصر”.

وحسب “بار” فقد أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لجمال عبد الناصر ورفاقه من ضباط الجيش لقيام ثورة 23 يوليو عام 1952، ويقول المؤلف إن وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” ساعدت في تأسيس عبد الناصر لمحطة إذاعية مؤثرة وهي صوت العرب.

وفي عام 1956 تصاعد التنافس بين لندن وواشنطن، عندما قام ناصر بتأميم شركة قناة السويس، وتوحدت بريطانيا مع فرنسا وإسرائيل في مخطط جنوني لإسقاطه، وكان الرئيس دوايت أيزنهاور غاضبًا لإبقائه بعيدًا عن تخطيط الدول الثلاث، ولذلك دعم ناصر ضد العدوان الثلاثي.

يغطي كتاب جيمس بار بعمق 25 عامًا من التنافس بين بريطانيا والولايات المتحدة للهيمنة على الشرق الأوسط، كما يدمج بار بمهارة دور المخابرات السرية في السياسة الخارجية، مستفيدا من مذكرات شخصية.

يسرد “بار”: “عند الانتصار في عام 1945 ظلت بريطانيا تهيمن على الشرق الأوسط، وحكمت مباشرة فلسطين وعدن، وكانت صانعة الملوك في إيران، والقوة وراء عروش مصر والعراق والأردن، وحمت سلطنة عمان وشيوخ الخليج، ووسط كل ذلك؛ برزت أمريكا لتحتل مكانها”.

وحسب بار لم يستسلم البريطانيون، بل حولوا الشرق الأوسط لحلبة صراع القوى العظمى، ويوضح كتاب بار قصة صراع داخلي، تكتشف فيه بريطانيا أن منافسها الأكثر رعبًا، هو الحليف الذي افترضت أنه سيكون صديقًا لها.

جيمس بار مؤلف بريطاني ولد 1976، وقدم عددًا من الأعمال التاريخية عن الشرق الأوسط، وهو حاليًا زميل زائر في كينجز كوليدج في لندن. كتب في عام 2006 عن لورانس العرب والجهد الحربي البريطاني في الشرق الأوسط، وكان كتابه الثاني في 2011 حول التنافس الأنجلو فرنسي في الشرق الأوسط، خلال فترة ما بين الحربين العالميتين والحرب العالمية الثانية.

(الأنباء)