جبران باسيل ليس منّا ولن يكون / بقلم فؤاد طربيه

قُبيْل إعلان اللوائح الإنتخابية، سعى زعيم المختارة وعَمِل جاهداً  لكي تضم لائحة المصالحة في دائرة جبل لبنان الرابعة في الشوف وعاليه، جميع مكونات الجبل لا سيما التيار الوطني الحر، وذلك من أجل تكريس وتدعيم المصالحة والعيش المشترك في الجبل.
أتىَ إصرار وليد جنبلاط على ضمّ التيار العوني الي اللائحة رغم أن رئيسه، جبران باسيل، وقبل اشهر قليلة عمد خلال زيارته الي رشميا على إنكار وجود المصالحة وحاول نسفها وطالب بنبش عظام ضحايا الحرب الأهلية الأليمة التي طوى صفحتها الوطنيين اللبنانيين الكبار وعلى رأسهم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والقوات اللبنانية ممثلة بنائب رئيسها، لوجود قائدها سمير جعجع بالسجن حينها، وحزب الكتائب، بالاضافة الي العديد من الشخصيات المستقلة المؤمنة بوحدة لبنان وبالعيش المشترك أمثال سمير فرنجية وفارس سعيد وغيرهم…يومها كلام باسيل أحدث امتعاض وتوتر في الجبل، فكان لا بد من القائد وليد جنبلاط التدخل وتوجيه التحية الي بطاركة السلام والمحبة صفير والراعي، أراد منها التذكير بإنجازات الكبار وتَركْ الغراب ينعق فوق القبور على هواه، كون بك المختارة يدرك أن كلام باسيل التحريضي لن يؤثر على نفوس الكبار في الجبل، ولإدراكه أن كل إناء بما فيه ينضحُ!

بالعودة الي رفض رئيس التيار الوطني الحر الانضمام الي لائحة مصالحة الشجعان، فنضعها ضمن إطار اللعبة السياسية والانتخابية المشروعة، أما أن يطالعنا بالأمس جبران باسيل بقوله أن وليد جنبلاط عرض عليه الدخول باللائحة عبر شاشة التلفزيون،  فبذلك يكون جبران باسيل قد نكر زيارات موفد الحزب التقدمي الاشتراكي له ثم لسيزار ابي خليل وآلان عون ونكر أنه شخصياً وضع شروط مفصٌلة، جاءت تعجيزية، فلا يسعنا الا ان نقول له أنه ذكرنا بـ ”جحا” عندما اراد أن يكسر الملَلْ، فروى لجميع أبناء ضيعته ان أحد الوجهاء يقيم وليمة بعد أسبوع وأنه يدعوهم اليها، ولكثرة تكراره الدعوة الكاذبة، صدقها جحا وسبقهم اليها!

أما الى زعيم الجبل فأقول، يا بك لم يكن ليشرفنا لو وجِد التيار الوطني الحر الذي يرأسه شخص طائفي وصولي على لائحة يرأسها الرفيق تيمور، فهو والكثيرين من قادة تياره قد أثبتوا عدم صدقيتهم بما يقولون وأثبتوا بأفعالهم انهم وصوليين وإنتهازيين، هدفهم الوحيد هو الكرسي والمناصب غير آبهين لمصلحة لبنان السياديّة والإقتصادية ولا لمصلحة المواطن اللبناني، فهؤلاء يا بك ليسوا منٌا!

فمن يجتمع مع وزير خارجية نظام الطاغية بشار الأسد، قاتل المعلم كمال جنبلاط والمارد رفيق الحريري وجبران التويني وبيار الجميل ومحمد شطح وغيرهم، بالاضافة لعشرات الآف اللبنانيين، عدا عن المخطوفين منهم، ثم يتفاخر بذلك، ليس منّا!
ومن يقول أن لا خلاف ايديولوجي مع اسرائيل  وأن لها الحق بالعيش بأمان، ليس منّا!
ومن ‏يرشح معاونة الملياردير  بدل الدكتور غسان سلامة لرئاسة اليونيسكو، طمعاً بماله، ليس منٌا!
ومن يضم على لائحته في المتن ملياردير آخر، مقابل عشرون مليون دولار، ليس منٌا!
ومن يضم على لوائحه هجين من الأضاد كان يتخاصم معهم وهم أخصام فيما بينهم، ليس منٌا!
ومن لا خير فيه لأبناء جلدته، أعني هنا القوات اللبنانية، وتنكر لورقة تفاهم معراب التي أوصلت عمه الي كرسي الرئاسة، قبل جفاف حبرها، ليس منّا!
ومن يصول ويجول في بلدان العالم مروجاً لحملته الانتخابية على نفقة الخزينة اللبنانية، ليس منّا!
ومن رفض الانضمام والمشاركة بلائحة المصالحة، بل سعى الي تأليف لائحة بهدف التفرقة بين أبناء طائفة الموحدين الدروز  ورأّسَها
لمن حضنه وليد جنبلاط لعقود طويلة، تاركاً له مقعد نيابي شاغر ولا زال، ومتنازلاً له عن حقبة وزارية، ليس منٌا!
ومن يرفض توظيف الأساتذة الناجحين بإمتحانات مجلس الخدمة المدنية وحراس الأحراج على خلفية طائفية بحتة، مخالفاً بذلك الدستور، ليس منّا!
ومن يتطاول على قامة وطنية حامية وإياكم الدستور والطائف، أعني الرئيس نبيه بري، ليس منّا!….
لجميع هذه الاسباب، وغيرها أكثر منها يتعذر ذكرها هنا، جبران باسيل ليس منٌا ولن يكون يوماً، وسنرد عليه وعلى حلفائه الطارئين ديمقراطياً في السادس من أيار بصناديق الإقتراع وبالمشاركة الكثيفة، وإن غداً لناظره قريب!
(الأنباء)