أي تطورات قادمة على المنطقة؟

جليل الهاشم

هل تتجه المنطقة الى تطورات عسكرية من نوع لم تشهده سابقاً؟ وهل ان المواقف الأميركية والغربية الأخيرة في شأن التطورات السورية هي مدخل الى تصعيد يقلب الطاولة رأساً على عقب؟

لا بد أولاً من التذكير بثلاث محطات مرتبطة بأوضاع المنطقة ومؤثرة في مسارها وللمصادفة فإن هذه المحطات تقع في الأسابيع المقبلة وخصوصاً في أيار:

الأولى في الأسبوع الأول منه مع القرار المرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب في شأن الإتفاق النووي مع إيران وما اذا كان ترامب سيبقي على الإتفاق ام سينسحب منه ويلجأ الى ضغوط إضافية على إيران بسبب تطويرها لسلاح الصواريخ وتدخلها في شؤون الشرق الأوسط والمحطة الثانية في منتصف أيار حيث ستشهد القدس إحتفالاً رسمياً بنقل السفارة الأميركية إليها وما يمكن لمثل هذا الإحتفال أن يثيره من ردود فعل في القدس وفلسطين والمنطقة والعالم. أما المحطة الثالثة المتوقعة من اليوم وحتى أيار من دون تحديد موعد لقاء القمة المفترض بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والذي قد يمهد الى إنقلاب مفاجئ في أوضاع شرق آسيا وينهي صراعاً مستمراً منذ خمسينات القرن الماضي لن يكون الرابح العالمي فيه إلا أميركا وكوريا نفسها على حساب الصين وروسيا وهذا من شأنه أن يسمح بمزيد من التفرغ الأميركي للشرق الاوسط.

لم يكن مفاجئاً ان يبدأ الروس بعيد الإعلان عن اللقاء الأميركي الكوري حملة قوامها ان واشنطن تستعد لتوجيه ضربات في سوريا فالروس يعرفون معنى قطع الصلة الكورية بنظامي إيران ودمشق ومعنى إنتهاء الإنشغال الأميركي بتوترات الشرق الآسيوي. وهم لا شك تابعوا التحذيرات والتهديدات الفرنسية بالتدخل العسكري في سوريا، ثم التصعيد البريطاني ضدهم على خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريفال وإبنته والذي وصل الى حدّ إتخاذ عقوبات متصاعدة بحق موسكو. وفي هذا الوقت كان الأميركيون يبحثون من عمان الردّ على تصعيد النظام السوري وحلفائه في جنوب سوريا ربطاً بمعركة الغوطة فيما تتقدم تركيا من الشمال وتعيد إحياء الجيش الحر بأبعاده السياسية والمذهبية.

كلها محطات وتطورات جديرة بالمتابعة فهل نكون أما مشهد مختلف خلال الأسابيع المقبلة.

(الأنباء)