مؤتمر باريس يعزز التسوية ويخلق مظلة دولية لاستقرار لبنان

صحيح أن مؤتمر مجموعة الدعم الدولية في باريس، لم ينطو على توفير دعم مالي للبنان، لكنه أعطى دفعاً معنوياً لتجديد التسوية، وللرئيس سعد الحريري تحديداً.

استكمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مسعاه، في تعزيز الحريري وموقعه، وفي استمرار مظلة الإستقرار فوق لبنان. والاكيد أن الحريري سيكون قادراً على الإستثمار في هذا المؤتمر في توجهاته السياسية الداخلية، بالإضافة إلى علاقته مع كل الدول الخارجية، وهو أراد من خلال ذلك، إيصال المزيد من الرسائل الخارجية، حول أن ما يقوم به مدعوم دولياً، ويحظى بتوافق دولي على ضرورة الحفاظ على الإستقرار، وعدم المساهمة في أي تصعيد سياسي من شأنه هز هذا الإستقرار.

في السياق الدولي والمظلة المتوفرة للبنان، يعتبر الحريري أن مشكلة حزب الله لم تعد مع تيار المستقبل فقط، ولا مع السعودية، بل أصبحت في سياق إطار دولي، من خلال القرارات الدولية والضغوط التي يتعرض لها الحزب ومن خلفه إيران. وهذه المظلة الدولية لا تقتصر على حدود الحفاظ على الإستقرار في لبنان، بل الالتزام بالنأي بالنفس قولاً وفعلاً، وبحسب ما تؤكد معلومات متابعة، فإن الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته بالإضافة إلى وزير الخارجية الأميركية، شددوا خلال المداولات على وجوب حلّ الميليشيات المسلحة، كما شددوا على ضرورة تطبيق القرارات الدولية، لا سيما الـ 1701 والـ 1559.

وسيسعى الحريري للحصول على تعزيز مظلة أمنية وعسكرية لصالح الجيش والأجهزة الأمنية، من خلال تنظيم مؤتمر روما لدعم الجيش، وكذلك العمل على عقد مؤتمر دعم مالي وإقتصادي في الشهرين المقبلين.

ينظر الحريري إلى ما يفعله من توسيع مروحة العلاقات اللبنانية الدولية، بانه إنجاز جديد يضاف إليه، فما يهمّه هو بقاء لبنان تحت المظلّة الدولية، وعدم خرقها لا من قبل حزب الله، ولا من قبل خصومه في المنطقة والإقليم، والذي سيؤدي إلى ثقوب في هذه المظلّة تمهيداً لتمزيقها كلياً، ويصبح لبنان ساحة صراع وتجاذب كما هو حاصل في عدد من دول المنطقة.

ربيع سرجون – الأنباء