مصوّر مخضرم يروي مشاهداته لمشاركة جنبلاط في عشاء: لا مواكب، وقوف في الصف وتأمل!

خاص- “الأنباء”

كتب المصور الصحافي المخضرم نبيل إسماعيل على صفحته على “فيسبوك” كيف “لاحق” رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في حفل عشاء مركز سرطان الأطفال، وروى وقائع تعكس تواضع جنبلاط وإبتعاده عن “بهرجات” الزعامات. تفاصيل مثيرة في هذا الشريط بقلم إسماعيل”.

بهدوء ومن دون ضجيج او صفارات المواكب أو “تدفيش” عناصر الحماية وبتواضع عفوي غير مصنع، دخل الزعيم وليد جنبلاط  وحيداً من دون أي مرافق إلى باحة قصر سرسق في الأشرفية للمشاركة في حفل العشاء السنوي الـ ١٥ لجمعية سرطان الأطفال، واضعاً يده خلف ظهره، يسير بتأن يأخذ دوره بالصف خلف المدعوين متجنباً الأهتمام الزائد به، رافضاً المحاولات التي قام بها البعض لإخراجه من الصف مفضلاً الإنتظار بالصف كي يصافح بدوره لجنة الإستقبال.

00

الزعيم الجنبلاطي تخلى الليلة الماضية عن اللباس الذي درجه هو “السياسي الذي يتجوّل ويحضر الإجتماعات واللقاءات بجاكيت جلد وسروال الجينز”، تلك الليلة الحفل رسمي، لا مجال لجاكيت الجلد ولا لبنطلون الجينز،  البيك إحتراماً منه للمناسبة إرتدى بدلة رسمية كحلية واضعاً زهرة بيضاء في عروة البدلة تضامناً مع  المحاولات التي تقوم بها سيدات اللجنة في محاربة المرض اللعين الذي يصيب الأطفال.

كعادته حاول الهروب من فلاشات المصورين ”فضوليتهم وحشريتهم  مزعجة” بالنسبة إليهم هو نجم الإحتفال الوردة البيضاء مغرية للصور، حرص أن تبقى الوردة البيضاء في جاكيت بدلته طيلة الحفل، كثيراً ما يبدو إنزعاجه بحركات لطيفة برأسه حين يحاول بعض الزملاء الطلب منه أن يلتقطوا له صوراً مع أشخاص لا يعرفهم أو ”قد” لا يحب أن يتصور معهم.

لكنه بتأفف صامت لبى بعض الطلبات ثم قال للمصورين بصوت خافت وبلطف ”إذا سمحتوا بلاها الليلة” ثم إنزوى جانباً هارباً من الفلاشات التي تلمع في وجهه.

jonblat

” تسلل” البيك من الخلف  إلى باحة القصر حيث سيجري حفل العشاء  متفادياً لفت نظر المصورين  حتى لا يلحقوا به، شاهدته أنا، الحفل بالنسبة لي هو وجود الزعيم السياسي الذي لا يحب الصور رغم أنه يمتلك العديد من الكاميرات ويلتقط في عدة مناسبات الصور، الفلاشات تؤذي عينيه، لا يحب الإهتمام الزائد به،  تسللت مثله ولحقت به وما أن سمع صوت كاميرتي تصوره من الخلف حتى إلتفت بي قال: ”خلص الليلة مش أنا… هني هونيك اللي عم يشتغلوا.. روحوا صوروهم واتركوني لوحدي الليلة أنا مدعو”.

إنسحبت لبرهة ومن دون أن ينتبه لي أعدت اللحاق به، بالنسبة إلى كاميرتي هو ليس كأي مدعو، نادراً ما يحضر حفلات عشاء كباقي المدعوين أو يتعمد كالأخرين الوقوف أمام الكاميرات أو التجول أمام المصورين كي يلتقطوا لهم الصور ويستفسرون منهم عن اسم الصحيفة أو المجلة.

البيك لا تهمه كل هذه ولا يطلب من أحد أن يصوره، هو يعرف مكانته السياسية وأهميته لدى المصورين هو لا يصطاد أحداً هم يبحثون عنه لإصطياده وإزعاجه بأضواء الفلاشات.

جنبلاط
في باحة القصر  تجول  وليد بك بين حدائق القصر وبعد أن تفقد المكان جلس على الكرسي المخصص له  على الطاولة رقم ١٥ ينتظر بصمت وهدوء ويتأمل بينما المدعوين جميعهم في الباحة الخارجية يتبادلون الأحاديث والسلامات.
خلال الحفل صافح الحضور من حوله، وتحدث مع رفاقه على الطاولة الرئيس تمام سلام ووزيري الداخلية نهاد المشنوق والتربية مروان حمادة وعقيلاتهم، لكن الإبتسامة الكبرى والترحيب المميز كان لرئيس الجامعة الأميركية الدكتور فضلو خوري.
03
IMG-20171007-WA0042
0141
022
0222

(فيسبوك، الأنباء)