يا أبي: أعوام ترحل ولا شيء يتغير! / بقلم زياد بو غنام

بعيد الأب، وفي ذكرى الراحل جورج حاوي نستذكر قافلة الشهداء.. وكم من الشهداء سقطوا منذ ثورة 58 إلى يومنا هذا، وكم من العظماء رحلوا وتركوا فراغاً لم يتمكن من ملئه أحد بل وعلى العكس دمروا ما بناه آباؤهم.

وكم من الأيتام اليوم يبكون على قبور آبائهم ويقولون هل ذهبت دماؤكم هدراً؟

واحسرتاه على الذين يتمنون فقط أن يقبلوا تراباً، تراباً يحتضن آباءهم المسجونين أو المخطوفين أو مجهولي المصير.

لبنان المتقطع والمجروح بعد حرب أهلية عبثية حاقدة، حاول مؤخراً تيمور بك جنبلاط في جولته الشوفية الأخيرة مع رفاقه المسيحيين وبكلامه وحكمته وبرعاية والده الأب المخلص إنهاء ذيولها وبناء مرحلة جديدة مع الشباب والجيل الواعد بالمحبة والحوار والسلام.

IMG-20170621-WA0012

فانزعج بعضهم من هذه المشهدية الرائعة.

ولكن، اليوم نسأل:

أين هي الدولة وماذا حققت منذ 30 سنة؟

أين هيبتها قوانينها، حدودها، أمنها، إستقرارها وتطورها؟

أين البرامج والخطط والمساعي الحقيقية من أجل إلغاء الطائفية السياسية؟
أين محاربة الفساد المستشري والمتزايد وفي الطوابق العليا؟

أين التغيير والإصلاح والتعاون والتنسيق ولبننة القرارات والسعي الدؤوب لمنع تضخم الخصخصة والمصالح الشخصية؟

ألم تكتفِ حيتان المال!

أين نحن والعالم!

ماذا طبق من أفكار وطروحات المناضلين والمفكرين والاصلاحيين الحقيقيين، من كمال جنبلاط وجورج حاوي ورفيق الحريري وبيار الجميل؟

20170621_152506

أين دور الوزراء؟ وكم من أسف وملايين الآهات بعد مغادرة وزير الطاقة والحيوية والنخوة والرجولة الوزير وائل ابو فاعور!

وتطول السلسلة.

أين نحن من قسم جبران تويني!

دفاعاً عن لبنان العظيم ..

السؤال اليوم متى سنطرد الطائفية من عقولنا ونلتف حول لبنان الدولة والقانون والمؤسسات؟

هذا السؤال ليس للشعب بل إنه للقادة ولوارثي العهد الجديد.

إليك يا فخامة الرئيس ودولة الرئيس وإلى كل القادة في لبنان.

أنظروا إلى عيون أولادكم اليوم وتذكروا أنهم سيأتون غدا ويقولون لكم يا أبتاه ماذا قدمتم لبلدي!

ففي عيد الاب … كل عام وأنتم ولبنان بألف خير.

الأب هو أول الأبطال بعين إبنه وأول الاحباب بعين ابنته، فلا تخونوا نظراتنا وكونوا أبطالا وأحباباً.

لنتعلم منكم… حب الوطن.