حقوق على ورق!

بقلم محمد العاقل

أنباء الشباب

وُلدتْ أذاننا على سماع كلمات وخطابات لا تنتهي عن حقوق الإنسان، منها الحق في الملبس والمسكن والتعلم والطبابة وما إلى هنالك من حقوق بسيطة وضرورية لعيش كريم يليق بمقام الإنسان. لكن لحظة، أفتح عينيك قليلا وأدر رقبتك حولك، ركّز على الأطفال المشردين في الشوارع الباردة، حدّق جيدا إلى حال عدد لا يستهان به من الفقراء والمتشردون.

ترقّب بالأخص الدول العربية الشقيقة التي تبوح وتمطر من عندها الأموال لشراء الأسلحة التي قد لا تستخدم أبدأ، وإذا إستعملت، فلقتل وتهجير وتدمير ليس عدونا بل أبناء جنسنا. إخواننا العرب يتقاتلون فيما بينهم، تاركين وراءهم قضايا وحقوق لا تعرف الّا بالخطابات السياسية الجماهرية الكاذبة، فمنذ أن ولدتّ، ملّت أذناي من سماع خطابات فاقت عددها عدد المسلوب منهم حقوقهم!

349

تبقى مجرد كلام على ورق، لا أفعال بل مجرّد أوهام نتعلّق بخيوطها الصغيرة التي سرعان ما تختفي، أنا هنا أجسّد صوت الذين لا صوت لهم، بل مجرّد براءة وظلم لا ذنب لهم به.

فلنبدأ بحق التعلّم، والتي أؤمن بأنّه من أهم الحقوق التي تقوّي الفرد على مواجهة أشدّ حواجز الحياة قساوة، فنحن لا نختار الفقر، لكن الفقر يختارنا، لكنّ لدي يقين كامل  بقوّة العلم كسلاح للقضاء على الفقر والجهل معاّ. لكنّك ستتفاجأ بعدد الأطفال الذين يعانون من الأميّة.

أين حقّهم؟ ولماذا ندرسه في كتب التربية المدنية في المدرسة، لنصدم بواقع معاكس بعمر صغير! لماذا لا يطبّق؟ لماذا لا نتعلّم من الدول الأوروبية والأجنبية الّا ما لا منفعة منه؟ فالتعليم المدرسي عندهم في السنوات الابتدائية ضروري، إلزامي ومجاني! وهذا سرّ نجاحهم وتحضّرهم، فهم يسبقوننا بسنين عديدة.

1411660366_14

دعوني أكمل، فاللسان مازال يحمل الكثير من الكلمات والخافق ما عاد قادراّ على حبس مشاعره. أين الحق في الملبس والمسكن؟ أطفال، نساء، رجال وحتى مسنّين تجدهم جالسين على الطرقات بلا مسكن، لا أعلم كيف يقاومون برودة الشتاء وعواصفه، حتّى ثيابهم بالية لا يملكون غيرها أصلاّ! أين حقوقهم؟ أجيبوني!

أمّا بالنسبة للحق في الطبابة، فأنا فخور وأعتز بقول أن وزير الصحة وائل أبو فاعور يبذل جهداً كبيراً لحل الأزمة وإعادة هذا الحق لنا، وهو ينجح بشكل لافت، يبرق ويلمع ليمحي الفساد السابق، فقد تعوّدنا على سماع العديد من الحالات التي يساعدها وزيرنا المحترم في الطبابة ولدخول المستشفيات، عدا عن حالات المساعدات العديدة التي لا تنشر وتبقى بينه وبين ربّه. ليت البعض يتعلم ولو القليل من ما يقدّمه. ليتهم يأخذون القليل من إنسانيته!

 أخيراّ، الى متى ستبقى معظم حقوقنا مجرد حبر على ورق؟ لن يشعر بالفقراء إلا من يحمل في قلبه ذرّة انسانية. فهل ستعود الإنسانية إلى المعنيين بالأمر؟ أم ستبقى جسودهم مركزاّ للفساد والأنانية ومنبع الخطابات التي بات تصديقها بعيد المنال؟

اقرأ أيضاً بقلم بقلم محمد العاقل

رسالة لمن يحتاج …

رفرف يا علم!

صمت يا وطني صمت!