وداعاً يا معلمي!

نيفين بو نصر الدين

إن الصراع في سبيل الحق هو إنتصار في كلتا الحالتين، أكانت نتيجته على السواء: الاستشهاد المضيء أو النصر الساحق ..

والانتصار هو إنتصار النفس القوية الجميلة فينا، إنتصار الإنسانية فينا، إنتصار التطور على الرجعية، إنتصار الحياة.

الشهيد كمال جنبلاط القائد، المفكر، والفيلسوف، المناضل، جمع بشخصيته صفات عديدة أبرزها الحكمة.

في 16 آذار 1977 وقف الزمن عند طلقات رصاص الغدر التي إغتالت المفكر والسياسي والفيلسوف والمعلم كمال جنبلاط والسيارة المرسيدس الخضراء تحولت ذات يوم تابوتا”.

39 سنة والمعلم ما زال حاضراً بأفكار الأجيال اللاحقة وبكلّ وردة تزهر مع بداية الربيع بشهر آذار نستذكرك يا معلمي.

39 عاماً على غياب معلم الفكر والنضال ولا يزال حياً فينا، كمال جنبلاط الأسطورة الثورية وصاحب المسيرة النضالية، رحل بجسده إنما رسالته ومبادئه وعلمه بقلب كل الوطن وأبناءه.

لنستذكر معا القائل إذا خير أحدكم بين حزبه وضميره فعليه أن يختار ضميره، لأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير.

لنستذكر القائد المعلم كمال جنبلاط حين قال نحن شعب الأوفياء، نحن شعب فلسطين.

لنستذكر من الذي دافع عن كل قضية وطنية عربية..

فحين يقترب آذار يا معلمي يقترب شوقنا لك، نشتاق لمسيرتك الصالحة، نشتاق لنهجك الواعد، نشتاق معلما”؛ فيلسوفا”؛ قائدا”؛ حكيما”، نشتاق للمواقف الحكيمة الجبارة.

يا معلمي حملت شعار المعول والريشة ولم تخف أحدا” حاربتهم بعقلك؛ بقلمك؛ بحكمتك، خافوك فقتلوك  كنت تقول دائماً سأموت قتيلا، لا أدري قد يكون حدساً أو حلم يقظة أو وساوس غدٍ مجهول، لكني أراه” فصدقت يا معلم رفضك دخول السوري الى لبنان، رفضك للوصاية السورية، دعمك للقضية الفلسطينية كان سبب خسارة العالم لك.

بقي آذار يا معلمي ذكرى لاستشهادك، بقي آذار الشهر الذي نترحم فيه عليك، بقي آذار الشهر الذي خسرناك فيه يا أيها الكمال فبقيت معنا بأقوالك عن معركة الحياة، عن الانتصار، التحدي، الشجاعة، النخبة، والحرية
فأصبحنا سائرون في فكرك ونكتب بقلمك.

نعم يا أيها الكمال فقد بقيت معنا روحاً وغبت عنا جسدا.

فنحن اليوم نعدك يا معلمي أننا على دربك سائرون وبمسيرة حياتك مفتخرون، صدقت بقولك هي مسؤولية الحياة أو الموت…. فعلى الحياة أن تدمرنا إذا شاءت، وأن تخزلنا إذا شاءت، فنحن لم نبخل بأنفسنا يوما” في صراع الحياة.

وها نحن نعدك بتنفيذ الوعد في صراع الحياة، فالحياة للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء.

وداعا يا معلمي، وداعا لك يا من رسم طريق الماضي والحاضر والمستقبل، وبالوليد المسيرة تستمر.

 

اقرأ أيضاً بقلم نيفين بو نصر الدين

هل نحن في شريعة الغاب؟

لبنان يا قطعة سما!