إرفعوا أيديكم عن الجامعة اللبنانية

سلام عبد الصمد

 

في زمن المحسوبيات السياسية والمحاصصة المذهبية في التعيينات الإدارية والأكاديمية في الجامعة اللبنانية، في زمن غابت عنه البيئة الدراسية الصحية والصحيحة الملائمة، والرؤية الواضحة لتطوير الجامعة وتوحيد مناهجها، وعشش الفساد في معظم اداراتها، وأصبحت بعض الكليات تدار بمزاجية عمدائها ومدرائها، بالإضافة إلى عقد الصفقات وإبرام العقود وجمع الثروات واستباحة المال العام في ظل غياب لأجهزة الرقابة. نسأل لماذا إضعاف الجامعة اللبنانيّة وإلغاء دورها؟ ولمصلحة من؟

الجامعة التي يُفترض بها أن تكون جامعة لكل الوطن، ومكانا للتلاقي والتعايش والاختلاط، وكسر الحواجز التي سببتها الخلافات بين الأحزاب والقوى على مدى عقود من الزمن؛ الجامعة التي يُفترض بها ان تؤسس لجيل واع من الشباب المعلم المثقف، ذي كفاءة عالية ومعرفة واسعة، لكسر الجليد في عقول البعض وإخراجه من حجر الطائفية والتقوقع؛ تلغى انتخاباتها الطالبية على مدى ست سنوات ويحرم الطلاب من اجرائها بحجج واهية؛ تارةً الوضع الأمني وتارةً عدم إنجاز قانون انتخاب وطورا الهوية المذهبية لرئيس الاتحاد الوطني للطلاب.

ولمن نسي او تناسى الهدف الحقيقي من تأسيس الجامعة اللبنانية، نذكره بأن هذه الجامعة تأسست لتحصين استقلال الوطن والمحافظة على تراثه الثقافي والعلمي والعمل على إنمائه وتطويره وترسيخ طابعه الحضاري والإنساني فضلاً عن استكمال البنيان التربوي والتعليم الوطني الرسمي، وتأهيل جيل من الشباب المتمكن للنهوض بالبلد.

فيا أيها المؤتمنون على الجامعة اللبنانية أهكذا تحافظون على الأهداف والقيم التي من أجلها تأسست الجامعة؟ بالله عليكم ارفعو ايديكم عن الجامعة اللبنانية.

واذا ما صحت النيات في الدعوة للانتخابات الطلابية في الجامعة بعد طول انقطاع، فلنجعلها محطة ديمقراطية سلمية تنافسية في سبيل الأفضل كخطوة أولى على طريق إعادة الجامعة إلى مسارها الصحيح، وما بعدها خطوات وخطوات نعمل عليها معا بكل تأكيد.