رواتب العسكريين خط أحمر

محمود الأحمدية

أََوَلَمَّا أَصابتكم مُصيبةٌ قد أصبتم مِثْلَيْها قلتم أنّ هذا. قل هو من عند أنفسكم، إن الله على كل شيء قدير” (آل عمران 165)

بعيداً عن مستنقع النفايات حيث تتصارع الحلول وتتناقض المواقف ويتمذهب الملف تحت دهشة وأنظار العالم في الخارج وشعبنا في الداخل… وبعيداً عن الأهمية الإستراتيجية لتشريع القروض العالمية الخاصة بمشاريع حيوية في لبنان وببعدها الأخطر وهو وضع لبنان في لائحة الدول الثلاثة عشر عالمياً والتي تفقد صفة الدولة الموثوق به، وبعيداً عن كل المصائب التي يمر بها الوطن,تفاجأ كل اللبنانيين بملف لا يتجرأ كل صاحب ضمير ومبدأ مقاربته وهو حرمان العسكر من رواتبهم!! عندما سمعت بالخبر أقولها وبمصداقية وبعيداً عن التشنج وبعقلانية كاملة: إنكم تحاولون تدمير العامود الرئيسئ الذي يحمل الهيكل وتحاولون دك الخندق الأخير الذي مجرد أن يذكر اسمه تسمو القلوب وترتفع الرؤوس كرامة وقيمة واعتداداً وعزة وهو الجيش… لن أَغطس في مليودراما انسانية وأقوم باستعراض للعاطفة الموجودة في الحنايا والأفئدة تجاه هذه القيمة المقدسة في قلب مآسينا: الجيش….

اسمحوا لي أن أطرح السؤال البديهي التالي: كيف لوطن أن ينهض وجنوده محرومون من رواتبهم؟؟وكيف لوطن أن ينهض واليد على الزناد على الحدود وفي الداخل والجيوب خاوية وبالتالي المعنويات خاوية؟؟ كيف لوطن أن يستعيد عافيته وجيشه لا سمح الله مصدوم في لقمة العيش؟؟ ولو طرحنا سؤالاً على الشعب اللبناني وبطريقة استفتائية وبعيدة عن الضغوطات: برأيك من هو المنقذ في ظروفنا الحالية والذي يشكل العامود الأساسي الذي يوحد الوطن والذي يشكل شاطىء الأمان الوحيد؟؟ من يتخيل أن يكون الجواب وبشكل اجماع غير كلمة واحدة: الجيش!!    ومن خلال منبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية الحرة الرائدة أُعَلّي الصوت منادياً بعض السياسيين الذين يبيعون الوطن وما فيه وما عليه: بربكم ابعدوا لبنان عن كأس مآسيكم ونواياكم, بربكم ابعدوا لبنان عن ما تخططون في الخفاء!! هو انتحار بطيء وجماعي يهدد كل زوايا الوطن…هو مركب واحد يحمل الجميع ولن تغرق فيه فئة وتسلم فئة… وقديماً قيل: عندما يتعرض الوطن للخطر يتحول كل أبنائه إلى جنود…فكيف بالجيش حامي الأرض والكرامة…والخط الأحمر والمحذور رواتب العسكريين من الجيش يبقى سيفاً مسلطاً على كل لبناني مهما علا شأنه ولُجَّة خطر داهم تدمّر ثقة اللبناني بوطنه وبآخر حصن من حصون قلعته…

army-lebanon

الجيش اللبناني وبعيداً عن المزايدة يشكل العامود الفقري الذي يمنع انهيار الوطن… ويبقى الملاذ الأخير لكل لبناني يلاحظ سواد المشهد وظلاميته ولكن يبقى نور الجيش أقوى من كل اسوداد المشهد

الصرخة التي أطلقها قائد الجيش الذي نُجِلُّ ونحترم العماد جان قهوجي بأن هذا الواقع لن نسمح له بأن يمرَّ، هي صرخة كل لبناني شريف ينبض في عروقه حب الوطن ويرى المستقبل من خلال وحدة جيشه وعزته وعنفوانه هي صرخة كل خائف على الوطن وكل مكلوم في معاناته اليومية وكل من تلوّع بنار الأزمات المتلاحقة…

أما الذين يعيشون في أبراجهم الفلكية لا أدري اذا كانوا يسمعون أنين الموجوعين وهل المليارات التي سرقوها والتي شكلت لهم جداراً سميكاً يفصلهم عن معاناة الناس هل هذه المليارات ستسمح لهم بالعودة إلى العقل والمنطق وكل المأساة والسؤال الأخير الذي يطرح: ما هي النوايا المُبيَّتَة من خلال التهديد بقطع الرواتب؟؟ وما هي الالتزامات المطلوبة؟؟

مقالتي هذه جاءت على نمط أسئلة موجعة ونتيجة لتفكير بصوت عالٍ…

بالأمس عندما كانت الجرافة في منطقة حرج بيروت والخاصة بالدولة تقتحم الأشجار من أجل اقامة موقف لللآليات  خفت على وطني من هذا الجهل المرعب ولا أدري لماذا لمعت صورةً  جماعيَّة  للرواتب الممنوعة والجرافة الحكومية والشجر المقطوع قهراً؟؟

اقرأ أيضاً بقلم محمود الأحمدية

القلم الحر والانتصار في زمن القهر

عصام أبو زكي… الرجل الأسطورة… بطل من بلادي

انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ونتائجه الكارثية

في الذكرى 43 معلومات جديدة مذهلة عن عالمية فريد الأطرش

كمال جنبلاط البيئي: سابق لعصره

من كمال جنبلاط إلى الربيع الصامت إلى فرنسا

مَنْ أَحقّ من فريد الأطرش بنيل جائزة نوبل للفنون

كمال جنبلاط البيئي سابق لعصره

كيف لوطن أن يشمخ وفيه كل هذا العهر في مسلسلاته

حرش بيروت تحت رحمة اليباس… والتاريخ لن يرحم

مواسم التفاح بين الحاضر والماضي… قصة عزّ وقهر!

مصنع الإسمنت في عين داره ونتائجه الكارثية على البيئة والإنسان

كمال جنبلاط البيئي  وثقافة المواطن الحر والشعب السعيد

أولمبياد الريو والحضارة وعرب ما قبل التاريخ

مصنع الإسمنت في عين دارة: جريمة بيئية موصوفة

هل أحسنت؟ هل أخطأت؟ لا أعرف!!

حكايتي مع كرة القدم وفريق ليستر الانكليزي الذي هز اعتى الامبراطوريات

شكراً مسيو هولاند… أعطيتنا درساً في الحضارة والأخلاق!

غسان سلامة و”اليونسكو” وزواريب السياسة اللبنانية!

أنا علماني ولكني لي ملاحظاتي!