فشل عسكري لحملة النظام على حماه رغم غطاء الجو الروسي

فشلت حملة النظام العسكرية، الهادفة لاستعادة السيطرة على قرى وبلدات سهل الغاب في ريف حماه، الواقعة على تخوم قرى الساحل السوري حتى الآن. إضافة لفشلها في إحراز أي تقدم يذكر ضمن قرى ريف إدلب الجنوبي المحرر.

حملة النظام البرية انطلقت قبل أيام تحت غطاء جوي روسي كثيف، أمن لها فرصة الهجوم على الأهداف الواقعة ضمن مناطق التماس بشكل رئيسي. إضافة لتوليه مهام التمهيد الناري في عمق المناطق المحررة لشل حركات المقاومة والإمداد.
وأنزلت الفصائل الجيش الحر المقاتلة في سهل الغاب هزيمة كبرى بقوات النظام يوم الأربعاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول. حيث تمكنت من صد هجوم النظام على جبهتي “لطمين” و”الصيّاد”. كما دمرت له ما يقارب 22 دبابة وآلية عسكرية بصواريخ التاو واغتنام ودبابة ومدافع رشاشة إضافة لسقوط العديد من الجنود النظاميين وعناصر الميليشيات الطائفية الداعمة لهم بين قتيل وجريح.

وذكر الناشط الإعلامي أحمد الأحمد للأنباء أن قوات النظام استبقت الهجوم على محور “الصيّاد” صباح الأربعاء بقصف صاروخي ومدفعي وطال قصفها مناطق اللطامنة وكفرزيتا، إضافة لتركز القصف الصاروخي على طريق كفر نبودة الصيّاد، شنته الراجمات المتواجدة على حواجز “بريديج” و”دير محردة” وجبل “زين العابدين”.

قوات الجيش السوري تتقدم في عدة محاور

ولفت الأحمد أن قرية الحماميات في سهل الغاب تعتبر الهدف الأول للحملة العسكرية، نظراً لأهميتها الاستراتيجية، لوقوعها ضمن نقطة التماس الفاصلة بين قوات المعارضة والقوات النظام من جهة وتعتبر “حماميات” بوابة زحف قواته القادمة من الغرب لدخول سهل الغاب المحرر. ومن شأن أمر السيطرة عليها أن يقطع طرق الإمداد عن قوات الجيش الحر المتواجدة في سهل الغاب.

نفذت المقاتلات الروسية الأربعاء ما يقارب 40 غارة جوية استهدفت بلدات وقرى اللطامنة كفرنبودة وكفر زيتا والصياد بريف حماة لشمالي، إضافة لمناطق البارة وخان شيخون ومعرة النعمان ومعرة حرمة والهبيط وسراقب وإحسم وبلدة مرعيان في إدلب.
وسبق أن استهدفت الغارات الروسية يوم الثلاثاء اوتوستراد حلب دمشق الواقع تحت سيطرة المعارضة من امتداد مورك في حماة وصولاً إلى حلب، في عملية تهدف إلى ضعضعة نقاط السيطرة على الطريق الحيوي، وقطع طريق الإمداد عن قوات المعارضة المتقدمة في ريف ادلب الجنوبي وشمال غرب حماة.

SYRIA-CONFLICT
وكان النظام قد حاول شن هجماته يوم الثلاثاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول انطلاقاً مدينة مورك في حماة وبلدة معان باتجاه قرية عطشان. وتحقق له في بادئ الأمر السيطرة على نقطة المدجنة القريبة من قرية عطشان بنحو 1.5 كم جنوباً، وشهدت تلك المنطقة اشتباكات عنيفة. لكن مقاتلو المنطقة تمكنوا من استعادة السيطرة على المدجنة وإرغام قوات النظام على التراجع.

وخلافاً لما تعلنه روسيا من مزاعم تتحدث عن تركيز أهدافها الجوية في سوريا ضد مواقع تنظيم داعش، تبيّن خارطة الأهداف الروسية تركيز قصف مقاتلاتها بشكل رئيسي ضد فصائل الجيش الحر والمعارضة المعتدلة. ويشكل القصف الجوي الروسي ضد قرى سهل الغاب الشمالي وريف إدلب النسبة الأكبر من بنك أهداف المقاتلات الروسية. وحيث تعتبر تلك المناطق في العرف العسكري بمثابة تخوم متقدمة لقوات المعارضة، وتشكل تهديداً واضحاً لقوات النظام المدافعة عن الساحل السوري، مسقط رأس بشار الأسد.

ومن الواضح أن قسطاً كبيراً من الغارات الروسية المساندة لحملة النظام البرية يهدف إلى التمهيد لإعادة سيطرة النظام على طريق اللاذقيةـ حلب الذي تم قطعته من قبل فصائل إدلب وحماة إثر انتصاراتهم في مناطق ريف جسر الشغور وتحرير أريحا ومجموعة القرى المحيطة بها وتمكنت على إثر ذلك من دمج جبهتي إدلب وسهل الغاب، حتى باتت تلك الجبهة أشبه بطوق يحيق بقوات النظام الوجودة ضمن القرى الشرقية من جبال الساحل.

———————————-

(*)اعداد: سالم ناصيف