7 أيار مدني… إلى متى الرقص فوق جثة الدولة؟

إيهاب نصر (الأنباء)

ما تشهده الساحة اليوم يعيد إلى ذهني مشهد السابع من أيار بلباس مدني… السابع من أيار يوم إستقالت الدولة بمؤسساتها العسكرية والأمنية والإدارية من دورها كسلطة قاهرة إلى وسيط أو حكم بأحسن الأحوال….

ولا أقصد بكلامي الربط بين الحراك الشبابي اليوم وحزب الله وبالتالي لا أتهم الحراك بالتبعية لأي محور سياسي. إنما الربط هو بين الحراك وعزوف مؤسسات الدولة عن القيام بدورها بوصفها سلطة.

إن صورة الدولة الضعيفة تتصدع منذ 7 أيار 2008 وسلاح حزب الله الذي إستخدم في الداخل أيا تكن مبرراته دفع بظهور حالات مماثلة تتماهى معه أو تختلف معه وكلها على حساب صورة الدولة.

وسلاح حزب الله وبعد ثبات إستخدامه لأغراض سياسية إقليمية وبالتالي عدم حصر دوره كسلاح ردع بوجه العدو الإسرائيلي كما سبق وسوق الحزب له يجعلنا نطرح السؤال مجددا كيف تستقيم الدولة بجيشين الأول محايد داخليا والثاني مبادر وفق مصالح إيران الإقليمية؟

والشلل الذي تشهده المؤسسات اليوم هو نتاج وجود هذين الجيشين وعليه كل محاولة خرق سياسي تواجه بمصطلح “الشرعية الشعبية” الذي صدق الجنرال حينما قال إنها مسروقة منه وغفل أيضا عن كونها مسروقة من سماحة السيد الذي نادى بها أيضا غامزا من قناة تجربة 7 أيار.

إن الناس في لبنان تتكتل مؤقتا حول مصالحها مخترقة حواجز الطائفية. فتحرك عمال الكهرباء إخترق الطوائف وكذلك تحرك هيئة التنسيق والسائقين العموميين وسائقي الشاحنات وغيرهم… وليس حقيقة أنه الحراك المطلبي الأول من نوعه العابر للطوائف… إنها قضية نفايات… قضية مطلبية بامتياز وعابرة للطوائف فلماذا يتم تضخيمها إلى حدود الثورة بما يتنافى مع المنطق والواقع؟

ولماذا يتم تحريف المطلب الأساس بانتصارات وهمية واجتياحات إستعراضية لأماكن لا يمكن تسوية وضعها إلا بقوانين تصدر عن مؤسسات رسمية أو بلدية مستفيدين من إهتزاز صورة الدولة…

هنا أتوجه بالسؤال إلى كل الداعمين للحراك بشكله الحالي من إعلاميين ومثقفين ورجال فكر وشباب متحمس غاضب: هل فعلا تؤمنون بأن الحراك سوف يقود إلى الدولة العلمانية المنشودة في ظل ميزان القوى “الطابش” شعبيا وعسكريا لصالح قوى دينية وطائفية بامتياز وبدون خجل … أم الدعم يأتي في سياق مغازلة الاحلام؟

وللتذكير فقط فإن مشروع التغيير الذي تبناه اليسار اللبناني في السبعينات والذي كان لديه حينها دعم شعبي وعسكري إنتهى بحرب طائفية لأن حجم القوة لم يكن موازيا لإرادة وقوة المشروع المرسوم سلفا للبنان والذي تم تنفيذه بأيدي إسرائيلية وسورية … فأين نحن كمطالبين بدولة علمانية من ميزان القوى؟

أخيرا أتوجه بالتحية إلى روح الثورة لدى شباب حراك #طلعت_ريحتكم و #عالشارع فصرختهم هي وجع الشعب وأثمرت مشروع حل … وهو انتصار سجل لكم … ثبوته وابنوا عليه وواكبوا تنفيذه ولا تفقدوا الثقة بالدولة وادعموها بكل قوة. .. ولا تستقووا عليها… لان بديل الدولة الحالية لن  يسمح لكم حتى بالوجود.

اقرأ أيضاً بقلم إيهاب نصر (الأنباء)

لا تترك جرحي نازفا لتحيا