احتفال لتكريم طلاب “العرفان” برعاية وحضور تيمور جنبلاط

الشوف – عامر زين الدين

برعاية وحضور السيد تيمور جنبلاط، أقامت مؤسسة العرفان التوحيدية في باحة ثانوية العرفان في السمقانية الشوف احتفالها المركزي تكريماً للطلاب الناجحين والمتفوقين في الشهادات الرسمية، وعددهم 336 طالباً وطالبة، وإعلاناً عن تنفيذ مشروع تزويد صفوف المدارس كافة بالألواح التفاعلية من قبل جمعية أصدقاء العرفان. وحضر الى جانب السيد تيمور وزوجته ديانا، سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، وزير  الصحة العامة وائل أبو فاعور، النائب إيلي عون، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ رئيف عبدالله، ووفد من اللقاء الروحي في لبنان، ممثلين عن الوزير أشرف ريفي، وعن النواب: نعمة طعمة ومحمد الحجار وعلاء الدين ترو، ومروان حمادة ممثل بنجله كريم، اللواء ابراهيم بصبوص، أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، وحشد من الشخصيات التربوية والحزبية والسياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية وأهالي الطلاب من مناطق الجبل وراشيا وحاصبيا وغيرها.

واستهل الاحتفال بكلمة أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ سامي أبي المنى، تلاها دخول مجموعات الطلاب على وقع أناشيد العرفان، وتحدث رئيس المؤسسة الشيخ علي زين الدين،قال، “لم تكن مسيرةُ العرفان لتتقدم من نجاحٍ إلى نجاح، ومن تفوّقٍ إلى تفوق، ومن إنجازٍ إلى إنجاز، لولا تمسّكُ القيِّمين عليها برسالة العلم والأخلاق والإيمان، تلك التي أرسى مبادئَها مشايخُنا الأفاضل، واحتضن ولادتها الزعيمُ الشهيد كمال جنبلاط، ولولا مواكبةُ تطوّرِها من قبل الزعيم وليد جنبلاط. وفي ذلك توفيق ٌمن الله تعالى، عسى أن نستحقَّه على واجبٍ نقومُ به، ولكنكم بالتأكيد تستحقونه يا أهلَ الجبل ووادي التيم والوطن”.

والقى شيخ العقل نعيم حسن كلمة جاء فيها:”يشهدُ هذا السَّهلُ اليوم فصلاً متجدِّدًا من فصول تاريخه العريق. هذا السَّهلُ المعروفيّ الَّذي احتشد فيه أسلافُنا بعزائمهم القويَّة كلَّما دفعهُم الواجبُ للتصدِّي ضدّ كلِّ طاغٍ أثيم. كذلك، تحلَّقوا فيه كلَّما أرادوا أن تعلو كلمتُهم الواحدة لتكون القرارَ الحكيم. وهنا، في هذا السهل، وقف يوماً الشهيد كمال جنبلاط مدشِّناً الصَّرح العرفانيّ بكلمةٍ يجبُ على كلٍّ منّا أن يستعيدَها من حيث هي منارةٌ ثقافيَّة فكريَّة بالغة الدلالات. والعرفان التي أجمعَ على إنشائها لغاياتٍ جليلةٍ رجالٌ كبار ومشايخٌ أجلّاء قامت بإدارةٍ حكيمةٍ رشيدةٍ مبدعة بدور كبير وبالغ الأهميَّة. كانت صرحًا علميًّا متفوِّقاً في زمن الحرب والانقسام. وكانت مَــعْـلَماً أخلاقيـّاً في عصر التهافتِ والانحلال. وكانت معهداً ناشطاً أعدَّ نُخبـةً من المعروفيّين الّذين بنوا أفضلَ العلاقات مع سائر المؤسَّسات والفعاليات في الوطن وغيره. وكانت مكانًا لدائرةٍ دينيَّة أوَّل من أعدَّ الكثير الكثير من الدروس التربويّة والنصوص التعليميَّة محافظةً بإخلاصٍ على جذور المذهب وارتباطه الجوهريّ بكتاب الله العزيز والإسلام الحنيف والتراث الابراهيميّ. أذكرُ هذا شهادةً على الفضل الذي لا يعمى عنه إلا كلّ مُغرِض.

001

اضاف: وها هي اليوم العرفان، تــُبقي الرايةَ مرفوعة. راية النهضة المتأصِّلة ببركة الشيوخ، راية الفكر والإصلاح التي ارتفعت برؤيا متوهِّجة جسَّدتها قيادةٌ رائدة عزَّ نظيرُها متَّصلة بحمد الله وشكره من الكمال إلى الوليد إلى الوقور الكريم تيمور بك جنبلاط. ومن هذا السَّهل بكلِّ ذاكرته التاريخيَّة، تحيَّةَ عهدِ الرِّجال للرِّجال، سائلين الله عزَّ وجلّ أن يحميَه، ويسدِّد خطاه، ويوفِّقه إلى كلّ ما فيه الخير للعشيرة المعروفيّة وللعائلة الوطنيَّة الكبرى ولأمَّةِ الإسلام التي افتداها أسلافُنا بتضحياتهم وأفكارِهم النيِّرة. مع المجلس المذهبي ومعكم نتطلع الى المستقبل. وبكل أسف فإن القلق هو السمة التي تطبع واقعنا.. قلقٌ على الوطن. إنَّ الإهمالَ المتمادي بتلبية مطالب الناس ومعالجة مشاكلهم وهمومهم وقضاياهم وتطلعاتهم أدخل البلادَ في مرحلةٍ ما من أفُقٍ واضحٍ لها. وإذا كان التعبير عن الرأي لتغيير الوضع القائم أمرٌ محقّ ومشروع غيران إدخال البلاد في الفوضى أمر مرفوض.

واكد الشيخ حسن بأن الحكومةَ تبقى  الحصنُ الدستوريُّ الأخير في زمنِ التّعطيل والمزايدة. ويبقى الجيْش اللبنانيّ الصابر الصامد الباذِل كلّ جهد مع القوى الأمنية في سبيل حمايةِ وحدةِ لبنان وأمنِه ذودًا عن شعبه بكلِّ فئاته دون تفريق. ويبقى انتخاب رئيس للجمهوريَّة توافقي المدخل لتشغيل الآليَّات الديموقراطـيَّة التي شلَّت المجلس النيابي المُمدَّد.عهدنا في العرفان ان تثابر على تخريج الأجيال المؤمنة ببناء الوطن وبقيمة الانسان، فهذه القيم وحدها تؤسس لمستقبل لا يشوبه القلق بل يزينه الأمل. دعاؤنا ان يمنّ الله تعالى علينا جميعاً بالوعي والحكمة لتخطي الصعوبات الراهنة لما فيه خير بلادنا وشعبنا وأمتنا”.

وتحدث الأب بطرسعازار،  فقال: “إنني مقدر التطور الذي وصلت إليه مدارس العرفان والذي هو نتيجة نهضة في مجتمع الموحدين الدروز باركها شيوخ الطائفة الأجلاء ودعمها الزعماء المخلصون فجاءت معززة الثقافة الدينية والوطنية والعلمية والرعائية… وإنني لسعيد بأن يرعى هذا الاحتفال من يؤكد على تواصل الموحدين الدروز مع جميع العائلات الروحية والسياسية في لبنان، ليبقى هذا الوطن الرسالة الذي يليق بالإنسان ويحلو العيش فيه”.

والقى كلمة الخريجين القدامى الدكتور فؤاد أبو شقرا والطلاب الناجحين الطالب فارس نوفل.

002

ابو فاعور

ثم القى الوزير ابو فاعور كلمة حيّا فيها “مؤسسة العرفان التي ارادها المعلم كمال جنبلاط للعلم والاخلاق والعمل، ووقف الى جانبها وليد جنبلاط في التطور والاحتضان لرفد العلم، فكانت منبتا للعلم والكفاءات والرجال، اذا ما همس او غمز سيد الرجال وليد جنبلاط، واليوم تستمر المسيرة مع تيمور جنبلاط الذي يحمل ارثا لا ينوء به، حيث هو سليل بيت قبل ان يكون وارثا لكنه باعثا لزمن جديد ونهضة جديدة، وهو يأتي الى العرفان اليوم ليضيف الى الانجاز انجازا والى المجد سموا والى المعرفة تطورا ونموا. ان وجود تيمور هو للتأكيد بان الرعاية والاحتضان الذي بدأ مع كمال جنبلاط ووليد جنبلاط سيستمر مع تيمور المهجوس دوما باقناع الشباب اللبناني بان هذا الوطن تستحقه الحياة، وفي البحث عن فرص العلم والعمل وعما يقنع امثال المتفوقين مثل فؤاد ابو شقرا ان يجعلو الوطن مقرا وليس ممرا. سيستمر تطور العرفان وفخرنا بالمؤسسة التي ستبقى يد وعين وليد وتيمور جنبلاط تأخذ بها من نجاح ورقي وتطور”.

وتطرق الى الوضع السياسي، فقال: “نصغي اليوم الى بعض الهتاف الوطني الشرعي في شوارع بيروت الذي وجب ان يستمع اليه اهل السياسة ونحن منهم حتى ولو قاده البعض الى اوحال السياسة والضغائن وسار به البعض الى تعميم الذي يستبطن التعسف. لقد بات البون شاسعا بين اهل السياسة وبين المواطنين ونبت العشب بين المواطن والسياسي، وكانت تلك الدعوة الجريئة والصريحة من وليد جنبلاط الى كل السياسيين الى اعادة الاعتبار للسياسة بمفهومها الشريف كما تحدث عنها كمال جنبلاط، السياسة التي تهدف اولا الى اولويات المواطنين لا لاولويات السياسة واهل السياسة.لن يكون هناك اصلاح ولن تكون محاربة فساد ولا تطور، ما دمنا في هذا الشلل الذي نعيش به في شغور الرئاسة وفي تعطيل مجلس الوزراء، وفي شل المجلس النيابي، ونأمل ان تقود تلك الاتصالات التي يقوم بها النائب وليد جنبلاط الملحاح دوما والباحث دوما عن ترياق لكل الامراض السياسية المستعصية  الى ما يعيد الروح الى مؤسساتنا الدستورية ويفتح نقاش فعلي حول التربيةوالثقافة والاقتصاد والسياسة بمفهومها الجديد وحاجات المواطن، وحاجات الخريجين والخريجات الذين يريدون الحياة وجدوى العيش في وطنهم بكرامة”.

كما أُعلن خلال الاحتفال عن إطلاق جمعية خريجي العرفان، واختتم بتوزيع الشهادات على الناجحين من قبل السيد جنبلاط يرافقه رئيس المؤسسة الشيخ زين الدين والوزير أبو فاعور وأمين سر جمعية أصدقاء العرفان الشيخ وجدي أبو حمزة والمدير العام للمؤسسة الشيخ نزيه رافع والأمين العام ومسؤولو المدارس ولجان الأهل، ثم تسلم راعي الاحتفال درعاً تقديرية من رئيس المؤسسة.