عندما تتحول جرائم القتل الهوليودية حقيقة واقعة في لبنان!
محمود الأحمدية
31 يوليو 2015
“ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً” (المائدة 32)
تلاسنٌ بسيط في المطار وعلى طريقة الأفلام الهوليودية حيث الأخلاق تأتي في آخر السلّم، تَتبَّع طارق جورج ولاحقه وطارده طيلة الطريق حتى وصوله إلى الأشرفيه حيث انهال عليه بالسكين وكانت النتيجة أنه فارق الحياة وتناهى إلى سمعنا أن طارق كان تحت تأثير المخدر…
في منطقة نهر الكلب توقفت سيارة بعدما تعطلت ووقف رتل من السيارات وراءها وكان صاحبها يؤشر بطريقة واضحة أنها معطلة ولا يستطيع شيئاً قبل مجيء الميكانيكي فما كان من السيارة التي كانت خلفه إلا وترجل منها أربعة شباب أشبعوه ضرباً حتّى نُقل إلى المستشفى بين الموت والحياة..
وعلى طريق المطار سيدة تقود سيارتها وهي على قدر كبير من الجمال وكسر عليها أحد السائقين مستفزاً لها متحشراً بها بكل وقاحة فكالت له من الكلمات التي يستحقها فما كان منه إلا وأقدم وأمام كل المارّة والسيارات في الشارع ووقف في عرض الطريق ونزل يكيلها مختلف الشتائم والمسبات، واستعمل عصا حديدية مكسّراً زجاج سيارتها والهيكل الحديدي.
وحادثة قبر شمون الأخيرة التي وقع فيها قتيل وثلاثة جرحى وبطريقة أقل ما يقال فيها أنها بربرية لا علاقة للحضارة فيها…
والجامع المشترك المرعب والمفاجىء في مختلف هذه الحوادث شيئان غريبان على المجتمع اللبناني وأخذ خطرهما يستفحل ويكبر ويتعملق: المخدرات ولامبالاة الناس الشاهدة على هذه الجرائم!!
المخدرات بمصانعها بتجارها بناسها بمدمنيها تعيث الأرض فساداً وافساداً وقلة أخلاق لا علاقة لها بالإنسان الإنسان ولا علاقة لها بمجتمع كان في يوم من الأيام نظيفاً معافى بعيداً عن كل هذه الموبقات التي تدمر شخصية الإنسان وتجعله يقوم بأفعال غير طبيعية وخارجة عن إرادته وعن عقله وتفكيره ولكن السؤال الأساس هل يتحمل هذا الوطن مصانع الكابثاغون؟؟ وبالملايين؟؟ وهل يتحمل كل هذا الكم من اللاأخلاقية الذي يسكن الهواء والماء والتراب والأحياء والأخضر واليابس حاملاً العفن في كل شيء؟؟
أما لا مبالاة الناس أمام هذه الجرائم وأمام أعينها فهو الطامة الكبرى التي يتبرأ منها كل شريف مقدام شهم… هل يعقل أن يقتل أحدهم آخراً طعنا بعدة ضربات من السكين أمام مارة يتفرجون على المشهد في قلب الشارع وكأنه مشهد تمثيلي لأحد المسلسلات التي دمّرت مجتمعاً بأكمله؟ ولنا معها جولة خاصة في مقالةٍ قادمة؟ ألم يُثِرْ همّة أحد وشهامة أحد وانسانية أحد أن يقوم ولو بحركة مساعدة؟ ألم تتحرك أي قيمة انسانية دفاعاً عن كرامة انسان آخر؟؟
الحل وبكل بساطة المشانق؟ نعم نصب المشانق وفي ساحة الحرية وأمام أعين الملايين؟ عبرة لمن اعتبر؟ في جريمة الغاردينيا التاريخية في الستينات من القرن الماضي حيث اثنان اغتصبا امرأة عملا عندها وقتلاها كان مصيرهما مشنقتان في ساحة البرج أمام أنظار الناس كلها وكان مشهداً جمَّد الدم في عروق البشر وشكل رادعاً أخلاقياً لسنين طويلة؟ دولتنا… مسؤولونا… نوابنا… تحركوا جميعاً قبل أن يفوت الأوان ولا ينفع الندم… البلد في خطر كبير وفي انقلاب كبير وفي وضع مرعب بكل المقاييس؟؟ والقضاء آخر خندق للدفاع عن حرياتنا حرام أن تسقطوه وتسقطوا آخر أمل أمام الإنسان؟؟ ابدأوا الخطوة الأولى وأنا لا أسطّح الأمور تفضلوا انزلوا إلى المجلس النيابي كل فريق يسمى اسماً مقبولاً من الجميع ولتكن المعركة ديمقراطية وانتخبوا الرئيس وإلا فالمصير اسود أسود أسود لأن الخطوة الأولى هي انتخاب رئيس للبلد وحتى لا يبقى البلد بدون رأس…
صرخة من الأعماق من مواطن لبناني عادي يعشق وطنه حتى الثّمالة لعل وعسى.!!