الصواريخ المجهولة مستمرة جنوبا… وحماس ترفض المبادرة المصرية لوقف النار

العدوان على غزة مستمر حيث يواصل العدو شن غاراته الوحشية المكثفة على البشر والحجر والشجر في القطاع المحاصر حتى اشعار آخر بعد فشل المساعي الدولية وبعد ترنح المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار الذي ينتظر ما ستسفر عنه المبادرة التركية – القطرية التي لا تزال نقاطها غامضة وفي طور البلورة.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الاثنين (14 تموز/ يوليو 2014) قد ذكر بإن المبادرة المصرية تطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك في ظل اتصالات تجريها مصر مع الجانب الإسرائيلي والقيادة الفلسطينية وسائر الفصائل الفلسطينية، بما يؤدي إلي وقف جميع الأعمال العدائية براً وبحراً وجواً ووضع حد لنزيف الدم الفلسطيني وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، حسبما جاء في البيان. وحددت المبادرة المصرية الساعة السادسة بالتوقيت المحلي من يوم غد الثلاثاء (15 تموز/ يوليو 2014) موعداً لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.

وفي حين وافقت الحكومة الإسرائيلية المصغرة، إثر اجتماعها اليوم الثلاثاء، على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفضت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، فجر اليوم هذه المبادرة.وقالت كتائب القسام في بيان: “لم توجه إلينا أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف إطلاق النار المزعومة التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام. إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوع وخنوع نرفضها جملة وتفصيلا وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به”.وتابعت: “معركتنا مع العدو ستستمر وستزداد ضراوة وشدة وسنكون الأوفياء لدماء الشهداء ونعد شعبنا أنها لن تضيع سدى ولن يجهضها أحد كائنا من كان”.وكانت حركة حماس أعلنت ليل الاثنين-الثلاثاء رفضها أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بدون التوصل لاتفاق شامل، مؤكدة أن المبادرة المصرية لم “تصلها بشكل رسمي”.

كما أعلن سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة حماس في بيان أن “ما يتم ترويجه بشأن نزع سلاح المقاومة غير خاضع للنقاش، ونحن شعب تحت الاحتلال، والمقاومة بكافة الوسائل حق مشروع للشعوب”. وبدوره، صرح اسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في كلمة متلفزة مساء الاثنين: “نقول بشكل مبسط وواضح ليست المشكلة في التهدئة ولا العودة لاتفاقيات التهدئة لأننا نريد وقف هذا العدوان على شعبنا، ولكن المشكلة هي واقع غزة من حصار وتجويع وإغلاق للمعابر وإهانة للناس”.

وتابع هنية: “يجب أن يتغير هذا الوضع وينتهي الحصار، يجب أن يعيش شعبنا في غزة حراً كريماً يتمتع كما باقي شعوب العالم، وأن يعيش أهلنا في الضفة الغربية في أمن من استباحة العدو لمدنهم ومنازلهم والاعتقالات التي ينفذها الاحتلال”. ويأتي ذلك في وقت رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض منذ أسبوع لهجوم اسرائيلي واسع النطاق، معرباً عن أمله في أن تتيح هذه المبادرة العودة إلى الهدوء، وفي وقت دعت فيه الولايات المتحدة إسرائيل إلى عدم شن هجوم بري على قطاع غزة، قائلة إنه يمكن أن يعرّض حياة المزيد من المدنيين للخطر.

إلى ذلك،كشف مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات المفكر عزمي بشارة أن مصر رفضت الوساطة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي للتوصل إلى تهدئة أو وقف لإطلاق النار، موضحا أن المبادرة التي كانت قد طرحتها مساء الاثنين جاءت فجأة.ولفت بشارة إلى أن اتصالات وجهود دولية مكثفة ومتقدمة لإبرام التهدئة تضمنت تلبية شروط المقاومة لكن تغير الأمر مساء الاثنين وتفاجئنا بالمبادرة المصرية”، معتبرا أن الدور المصري جاء تأكيد للمطلب الإسرائيلي. وتساءل “هذه مبادرة أم مطالب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو”، مشددا على ضرورة أن تكون هناك ضمانات دولية لأي اتفاق مقبل لأنه لا يقبل أن يكون “العدوان موسمي فكل ما تحدث مزايدات في الكابنيت يخرج نتنياهو لضرب غزة وتكون غزة حقل تجارب”.

أما في لبنان فإن عمليات اطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة لم تتوقف على الرغم من التدابير المشددة المتخذة من قبل الجيش اللبناني وقوات اليونيفل، وكذلك أيضا لم تتوقف غارات النظام السوري على عرسال في ظل المعارك العنيفة الدائرة بين حزب الله والمعارضة السورية المستمرة منذ أيام في جرود عرسال وسائر السلسلة الشرقية والتي ادت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحي.في حين تبقى مناطق عكار الحدودية عرضة للقذائف السورية من القرى المجاورة في الجانب الحدودي السوري، مثيرة الرعب في نفوس الاهالي.

وكانت قرى منطقة صور عاشت ليلة قاسية بفعل الرد الاسرائيلي على الصاروخين اللذين اطلقا من سهل القليلة وتردد ان الاول سقط في الجليل الاعلى والثاني على مقربة من الموقع الاسرائيلي في الناقورة، اذ استهدفت بلدات القليلة وسهلها والعزية والحنية ومجدل زون والمنصوري ومحيط مخيم الرشيدية بنحو 30 قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم وسط تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي والقاء بالونات حرارية وقنابل مضيئة.

وتشير المعلومات بأن شبهة اطلاق الصواريخ المجهولة تركزت على مخيم الرشيدية المتاخم لموقع اطلاق الصواريخ بعدما رجحت معلومات امنية خروج مطلقيها ليلا من المخيم، خصوصا ان مصادر عسكرية تحدثت عن ان في عهدتها موقوفين فلسطينيين يجري التحقيق معهم لمعرفة ما اذا كانوا يقفون خلف اطلاق الصواريخ التي يتم وصلها ببطاريات بما يسمح لواضعيها بالهروب قبل اطلاقها والعودة الى داخل المخيم.

وفي هذا السياق،حذرت مصادر دبلوماسية من مغبة استمرار عمليات اطلاق الصواريخ التي تهدد بتدهور الأوضاع في الجنوب في مرحلة خطيرة تتطلب من الجميع التمسك بالقرار 1701 الذي نجح في توفير الأمن والإستقرار على جبهة الجنوب التي على ما يبدو بان هناك محاولات لإشعالها لغايات وحسابات سياسية مرتبطة بصراعات المنطقة التي لا قدرة للبنان على تحمل وزر تداعياتها على أمنه واستقراره وسلمه الأهلي.المصادر أبدت قلقها الشديد من ما يجري على صعيد تكرار عمليات اطلاق الصوريخ على رغم الاجراءات الامنية المشددة التي يتخذها الجيش اللبناني وقوات “اليونيفل” التي كثفت قيادتها وتيرة اتصالاتها مع قادة القوات المسلحة اللبنانية والجيش الاسرائيلي لحثهم على ممارسة اقصى درجات ضبط النفس والتعاون مع اليونيفل منعا لاي تصعيد.

المصادر استبعدت توسيع اسرائيل لرفعة عدوانه بعد الصمود النوعي والمهم للمقاومة الفسلطينية في غزة التي احرجت جيش العدو وقيادته العسكرية والسياسية التي تقف عاجزة على تحقيق أي مكاسب سياسية أو عسكرية من هذا العدوان الذي سيكون مصيره الفشل اسوة بالحروب الإسرائيلية الأخرى التي سبق ان فشلت فيها اسرائيل .مضيفة بأن قيادة العدو الإسرائيلي  لن تغامر بفتح جبهة الجنوب كونها تدرك جيدا بأن قدرات وامكانيات وقوة  المقاومة الفلسطينية الصاروخية والعسكرية هي متواضعة و لا يمكن أبدا مقارنتها بحجم قدرات وامكانيات حزب الله لذلك فأن اسرائيل تحسب ألف حساب قبل الدخول في مواجهة جديدة غير محسبوبة العواقب مع حزب الله بعد أن  وجد الإسرائيلي نفسه مربكا وضعيف أمام صليات صواريخ المقاومة المنطلقة من غزة باتجاه المدن الإسرائيلية حير أجبر السكان فيها على  النزول إلى الملاجئ في ظل حالة شديدة من الهلع والخوف يعيشها المجتمع الإسرائيلي المصدوم من عجز قياداته العسكرية والسياسية عن حمايته من خطر الصواريخ القادمة من غزة والتي تهدد حياته وتعطل وتشل قدرته على العمل والحركة.

______________

(*) – هشام يحيى