المقاومة الفلسطينية تمطر اسرائيل بالصواريخ

نجحت حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بزج الإسرائيليين في الملاجئ بعد ان دبت حالة من الهلع والذعر في نفوس المستوطنين بفعل اشتداد وتيرة القصف المتبادل بين اسرائيل وحماس، مع تواصل العدوان الاسرائيلي لليوم الثالث على قطاع غزة، والذي اوقع أكثر من 81 شهيداً وأكثر من 540 جريحاً والكثير من الدمار في القطاع خلال الساعات الماضية. وفيما جددت واشنطن دعوتها كل الأطراف إلى تهدئة التوتر، مؤكدة في الوقت نفسه حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، بدأت تحركات على مستوى مجلس الأمن والوساطة المصرية بهدف استعادة التهدئة التي ربطها رئيس المكتب السياسي لـ (حماس) خالد مشعل بـ “وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”. وفي أخطر التطورات الميدانية، قال ناطق عسكري إسرائيلي إن ناشطين من غزة أطلقوا ثلاثة صواريخ تجاه مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي من دون أن تقع أضرار أو إصابات.

وعلى رغم التطور النوعي في سلاح المقاومة الفلسطينية والذي تبدى في المعارك، خصوصاً استخدام صواريخ من طراز (جيه 80) و(آر 160) و(إم 302) سوري الصنع، و(براق 70)، ثم اتساع مدى هذه الصواريخ ووصولها للمرة الأولى إلى قيساريا والقدس وجنوب حيفا والخضيرة. وعلى رغم استهداف إسرائيل منازل المدنيين وقتل أكثر من 81 فلسطينياً، وإطلاق مئات الصواريخ وشن أكثر من 500 غارة على غزة، ثم قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع عملياتها لتشمل البنى التحتية لـ (حماس) وناشطيها، إلا أن المواجهة الدائرة ما زالت في إطار رسائل الردع، خصوصاً أن صواريخ المقاومة لم تتسبب بأي أذى حقيقي لإسرائيل من سقوط قتلى أو أضرار فادحة، كما رأى معلقون عسكريون إسرائيليون أن التصعيد يهدف إلى التفاهم مع (حماس) لا تصفيتها، وأن العمل العسكري “منضبط”.

وفيما بدأ الحديث عن التهدئة ربط زعيم حركة حماس خالد مشعل المقيم في الدوحة، التهدئة بوقف العدوان الإسرائيلي وإطلاق الأسرى ورفع الحصار عن غزة. وقال: “هذا عدوان فرضه نتانياهو علينا. ليوقف عدوانه، وليوقف الهدم والقتل أولاً”. ووضع شروطه للتهدئة، قائلاً: “شعبنا لم يعد يطيق أن يبقى تحت الاحتلال واستمرار اعتقال ستة آلاف أسير… ولا يقبل الحصار على غزة”.

وتابع أنه مع بدء العملية العسكرية “تقاطرت علينا اتصالات من جهات عدة، منها أوروبية، تطلب التهدئة”. ووضع رد (حماس) على العدوان في إطار الدفاع عن النفس، قائلاً: “نحن لا نهدد، لكن من حقنا أن ندافع عن أنفسنا”، مضيفاً: “سنخوض واجبنا في الدفاع في كل لحظة عن أرضنا حتى لو وقفنا وحدنا”.

وفيما يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا قوية من وزرائه المتشددين لاطلاق هجوم بري على غزة، احتشدت الدبابات الاسرائيلية على الحدود بين جنوب اسرائيل وغزة، و حذر زعماء إسرائيليون من هجوم طويل واحتمال غزو بري للقطاع.

وقال نتنياهو في بيان: “قررنا تكثيف الهجمات أكثر على حماس والمنظمات الارهابية في غزة… جيش الدفاع الاسرائيلي مستعد لكل الخيارات. حماس ستدفع ثمنا باهظا لإطلاق الصواريخ على المواطنين الاسرائيليين”.

وعلى خلفية أصوات القصف والدمار، كشفت مصادر دبلوماسية عن بدأ التحركات السياسية لاستعادة التهدئة، إذ أعلن الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله أنه طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي إعادة تفعيل اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية عام 2012. وقال إن “ما يحدث من قتل لعائلات بأكملها (في غزة) هو إبادة جماعية تمارسها إسرائيل بحق شعبنا الفلسطيني”.

وأعلنت مصر انها تسعى الى وقف “العنف المتبادل” بين اسرائيل و”حماس”، لكنها لا تقوم بوساطة “بالمعنى المعروف” كما فعلت في الماضي.

كذلك، نددت الحكومة الاردنية بشدة بالعملية العسكرية الاسرائيلية مطالبة اسرائيل بوقف “الاعتداء الوحشي” فورا.

واستنكر المغرب “بشدة التصعيد العسكري الخطير لقوات الاحتلال الإسرائيلي” ضد قطاع غزة، ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته كاملة والتدخل فورا من أجل “الوقف الفوري لهذا العدوان”.

وفي نيويورك، دعت المجموعة العربية في الامم المتحدة الى جلسة طارئة لمجلس الامن وتحرك فوري لانهاء المذبحة الاسرائيلية في حق الفلسطينيين، وخصوصاً في غزة.
اما في بيروت حيث اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان السلاح الخفيف والارادة الحرة في فلسطين هي التي ستنتصر وان العدوان الاسرائيلي على غزة كما في السابق سيصل الى حائط مسدود بفعل الارادة الوطنية الفلسطينية، طالب المجتمع الدولي الضغط على اسرائيل لوقف مجازها مطالبا الدول العربية توفير الدعم للشعب الفلسطيني.
من جهة اخرى وبدعوة من منظمة الشباب التقدمي يقام مساء اليوم في ساحة سمير قصير اعتصاماً تضامنيا مع القضية الفلسطينية ورفضا للعدوان على غزة.

فوزي ابوذياب