الانفتاح الإيراني يركّز على.. الغرب أولاً

ثريا شاهين (المستقبل)

ما هو مستقبل الانفتاح الإيراني على الغرب، وهل يمكن أن يتأثر لبنان بهذا المناخ الحاصل؟

تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على السياسة الخارجية الإيرانية، أنّ إيران أعلنت الانفتاح على الخليج وعلى الغرب قبل انتخاب الرئيس حسن روحاني، الذي يتابع انفتاحه حيال المملكة العربية السعودية. التفاوض الدولي الإيراني من خلال لقاء جنيف أي مجموعة الـ5+1 مع إيران، خلال اليومين الماضيين مهم جداً بالنسبة إلى إيران، لا بل إنّه مصيري في مجال بلورة المواقف والبناء عليها. إيران لديها أولوية في انفتاحها على العالم، وهي للعلاقة بالغرب أي الولايات المتحدة وأوروبا. إنها تأمل من إطلاق عجلة التفاوض أن تعطي نتائج، وهي:
ـ إزالة العديد من العقوبات، أو رفع جزئي لهذه العقوبات من الآن وحتى سنة، وتأتي العقوبات المالية في مقدمها.
ـ تحرير الأموال الإيرانية في الخارج، إذ بذلك تستطيع إيران أن تستفيد منها، لتغطية استيرادها.
ـ أن تبحث إيران مع الغرب في المواضيع الإقليمية المهمة في إطار هذا التفاوض، أي مواضيع سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان وباكستان، وتعتبر إيران أنّ كل الملفات مطروحة. كما تعتبر أنّها الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة، وأنّها رتّبت أوضاعها، وعلى هذا الأساس يفترض بالغرب أن يقدّر عالياً أنّه بإمكانها أن تؤدي دوراً معيناً، وهذه مسألة طبيعية لدى المسؤولين الإيرانيين.
هناك أولويتان إيرانيتان؛ الأولى، العلاقة بالغرب، والثانية وفي موازاة الأولى الملف السوري. أمّا العلاقة بالخليج فتأتي في الدرجة الثانية من الاهتمام في هذه المرحلة. إيران بحسب هذه المصادر، هي إيجابية مع المملكة، وتعتبر أنّ الإشارات التي وصلتها لا سيما من خلال مواقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أخذت في الاعتبار إيجابيات الموقف الإيراني. لكن إيران في انتظار إشارات أكثر وضوحاً من الخليج، وهي إيجابية وترغب في تطوير العلاقات.
العلاقة بالغرب تحمل مؤشرات إيجابية والدليل فتح العلاقات الديبلوماسية بين إيران وبريطانيا، من خلال اتفاقهما على إقامة علاقات على مستوى قائمين بالأعمال متنقلين. إنّها خطوة أولى لترسيخ العلاقة وإعادة العمل من خلال السفارتين، بعد انقطاع التمثيل الديبلوماسي منذ تشرين الثاني 2011. كما أنّ اللقاءات والاتصالات الهاتفية في نيويورك والتي أجراها روحاني تؤشر إلى عهد جديد، قال عنها روحاني إنّه حقّق خطوات متقدّمة في إطار سياسة إيران الخارجية.
وتدرك إيران أن لدى الخليج حذراً تقليدياً وتخوّفاً من الدور الإيراني، وأنّ هناك عدم ارتياح لتطوّر علاقتها بالغرب.
كذلك، إنّ إيران ترغب في الاستثمار في الملفات الاقليمية المطروحة، وترى أنّ موضوع سوريا من الملفات التي تحتاج إلى وقت لحلها، والسبيل إلى ذلك مؤتمر “جنيف2” كل الدول تستثمر في الملفات المطروحة.
في لبنان يهم إيران روحاني الاستقرار، وأن لا تنفلت الأمور أمنياً، وأن يظل الاستقرار مسيطراً، وأي لقاء إيراني سعودي لا بد وأن يتطرّق إلى الوضع اللبناني من جوانبه كافة.
الآن الأولوية للملف السوري، وهذا قرار متخذ على أعلى مستوى. ومن الشروط الدولية لمشاركة إيران في “جنيف2″ هو الاعتراف بـ”جنيف1”. إيران لا تعلن أي شيء عن مسألة انسحاب “حزب الله” من الحرب في سوريا، لأنّها أصلاً لا تقول إنّه يشارك فيها. لذا لا يتطرّق المسؤولون الإيرانيون إلى المشاركة أو عدمها. ويعتبرون أن ما يهمّهم في الوضع السوري هو إيجاد حل مرضٍ للأطراف كافة، وإيجاد الحل عبر الحوار وطاولة الحوار للجميع.
ويُفهم من ذلك كله، أنّ لبنان لا يزال في دائرة الانتظار وأن الأمور المؤثّرة في تشكيل الحكومة من الناحية الاقليمية لا تزال بعيدة لأنّ الدول المعنية لم تجد بعد المجال للتقارب أكثر وللتمكّن في ضوء ذلك من النظر في ملفات عدّة يمكن التأثير عليها إيجاباً.

اقرأ أيضاً بقلم ثريا شاهين (المستقبل)

“الغموض” الاميركي يُقوّي نفوذ روسيا وإيران في المنطقة

الحريري في موسكو لدرء مخاطر التسويات الكُبرى

تفاوض أميركي- روسي على «وقع» الضربة في سوريا

روسيا تُعدّ ورقة تفاوض لمحادثات جنيف السورية في شباط

الملف الإقليمي ينتظر «ربيع ترامب»

لماذا تركّز واشنطن على الاستقرار في الدرجة الأولى؟

لا أحد يستطيع فرض التوطين على لبنان

روسيا تضغط لإنجاح التفاوض بعد كسر عزلتها الدولية

هل تُعيد واشنطن النظر في تنازلها لموسكو في سوريا؟

ثلاثة احتمالات «تحكم» المرحلة المقبلة.. رئاسياً

أجواء جديدة في المنطقة قد تُنجب رئيساً

التنافس ينحصر بين واشنطن وموسكو.. وليس مع طهران

الحوار حول المنطقة لم يبدأ.. رغم مسار «النووي»

الرهان على نتائج التدخل الروسي «رئاسياً».. فاشل

إيران لن تُعطى في لبنان.. لكنها تحفظ مصالحها

تسويات تُحضَّر في المطابخ الدولية

تطورات عسكرية قريبة «تفرز» وقائع جديدة في سوريا

محاسبة «الكيماوي» السوري بعد محاصرة «النووي» الإيراني

تقدُّم المعارضة في المواجهة يُعيد «جنيف 1» الى الواجهة

روسيا حاولت درء مخاطر إعلان فشل تحرّكها مع السوريين