سفيرة الاستشاطة الكيماوية
سمير عطاالله (الشرق الاوسط)
12 سبتمبر 2013
قبل فترة نشرت الصحف رسالة من الست أم محمد إلى الرئيس السوري، هذا بعض ما ورد فيها من أحاسيس ومشاعر وتمنيات:
«سيدي الرئيس، لا نريد بيوتنا بل نريد سوريتنا، لا نريد عقاراتنا بل إنقاذ حضارتنا. لا نريد أنجاسا يبكيهم البعض، لا نريد خونة، أسقطوا منهم الجنسية السورية. علقوا المشانق في الساحات (دون تحديد) نريد قصف كل منطقة فيها إرهابي ولو مات آلاف المدنيين (أيضا لا تحديد للعدد). كل من بقي من المدنيين في تلك المناطق هو حاضن ومتواطئ. أحرقوا الأرض بمن فيها. أما آن للكيماوي أن يستشيط».
هذا ما أستطيع إعادة نشره من استشاطة الماجدة أم محمد. الباقي لغة لا تليق بناشرها ولا بقارئها ولا بناقلها. لذلك خفت وأنا أسمع المعلم موافقا على إزالة الكيماوي، من ردة فعل الفنانة المرهفة. بماذا سوف تستشيط بعد اليوم؟ وبأي سلاح سوف توصي الرئيس السوري بشعبه؟
رجاء لا تحيروا أم محمد. السلاح المفضل لديها هو الكيماوي وها هو العالم يتآمر لسحبه من التداول. أليس إهانة أن يقتل الشعب السوري بالأسلحة القديمة البالية كطائرات الميغ ودبابات الـ«تي 62»؟
في المحن الكبرى تتطلع الناس إلى المثقفين والفنانين والأدباء، لكي تتعزى بمواقفها. صحيح أنهم لا يغيرون شيئا، لكنهم يدونون شهادة إلى التاريخ ويستحثون ضمائر زملائهم في العالم. من أجل الأطفال والبؤساء والضعفاء، تختار منظمة اليونيسكو «سفراء النوايا الحسنة» من الفنانين، أهل التحنن والرقة. وهؤلاء تختار الأنظمة أن تكسر أصابعهم مثل علي فرزات، أو تعتقلهم مثل يوسف عبدلكي، أو تقتلع حناجرهم. أما الفنانة الماجدة السيدة أم محمد فسفيرة الاستشاطة الكيماوية.