واشنطن مع إرجاء “جنيف ـ2” .. بانتظار مفاعيل التسليح

ثريا شاهين (المستقبل)

عملت الادارة الأميركية لإعادة تقويم الوضع السوري ما أدى الى اتخاذها قراراً بتسليح المعارضة السورية. وأبرز ما أثر في التقويم عاملان أساسيان:

الهزائم التي لحقت بالمعارضة وليس فقط في القصير، انما في مواقع أخرى داخلية. ثم استعمال النظام للأسلحة الكيميائية وهو الأمر الذي باتت تؤكده التقارير الغربية، وفي ضوء ذلك أعيد النظر بالسياسة المتّبعة، واتخذ القرار بتسليح المعارضة، لكن النقاش يدور حول مستوى هذا التسليح ومداه. لكن من الواضح، وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية أن غرض التسليح في الحد الأدنى سيكون بهدف اقامة توازن على الأرض يمكّن النظام من القبول بالتفاوض وتسليم الصلاحيات الى حكومة انتقالية وفقاً لوثيقة جنيف.

الاتصال الأساس للادارة الأميركية مع المعارضة يتمثل بالاتصال مع رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس الذي يحظى بثقة الغرب.

ومن المتوقع أن تتعمق الاتصالات الأميركية والأوروبية معه، في مجال التسليح وحيث ان الاتحاد الأوروبي وبعد رفع الحظر عن تسليح المعارضة، سيمدها بالسلاح، وهناك دول كانت قبل أشهر بدأت بإمداد المعارضة بالسلاح. إلا أن الغرب لا يريد أن يصل السلاح الى الجهات الأصولية والمتطرفة، وهذا أحد شروط تسليمه الأساسية.

وتكشف المصادر عن أن الولايات المتحدة تضغط في اتجاه تأجيل موعد انعقاد مؤتمر “جنيف-2″، ذلك أن هناك وجهة نظر تقول انه ليس من مصلحة المعارضة حصول المؤتمر في هذه المرحلة لأنها تعتبر مهزومة، وانه من المتوقع بعد تسليحها أن تحرز تقدماً، يمكن بموجبه أن ترفع شروط تفاوضها مع النظام من خلال وثيقة جنيف. وأي انتصار لأي فريق في المبدأ يجعله يفرض شروطه على الفريق الآخر، وهذا ما تدركه المعارضة التي بدورها تريد تأجيل المؤتمر.

وتبقى الادارة الأميركية في صدد دراسة فرض حظر جوي على سوريا، على الرغم من صعوبة اتخاذ موقف حاسم في المسألة، نظراً الى أن ذلك يتطلب عمليات عسكرية لضرب مواقع مضادات الطيران ومنع الطائرات من التحليق في آن معاً، وليس فقط فرض الحظر. لكن ذلك يبقى خياراً تتم دراسته الى حين وجود قناعة وقرار واضح باعتماده، لأنه حتى الآن لا تريد واشنطن التورط أكثر من تسليح المعارضة في الأزمة السورية، حتى بالنسبة الى السلاح الكيميائي، لم يحصل بعد أي رد فعل دولي، بعدما بات الغرب واثقاً من استخدام النظام له.

وتشير مصادر ديبلوماسية أخرى، الى أن القرار الأميركي بالتسليح، يحتاج الى ترجمة فعلية لمعرفة نقاط عدة متصلة بالموضوع السوري، وهي: ما هي أهداف التسليح، وما هو مستواه التقني ومن سيستفيد منه، وكيف سيتم ايصال السلاح الى الجهة المستفيدة، وما هو الهدف الحقيقي من التسليح، وهل هو لخلق واقع ميداني من أجل حض الأطراف السورية على العودة الى المفاوضات، أم ان التسليح هو بهدف اطالة أمد المعركة السورية؟ أسئلة برسم الأطراف المعنية كافة، والأجوبة عنها غير متوافرة.
هناك أسلحة متطورة تعادل في مستواها وفاعليتها النتيجة التي يتم التوصل اليها من خلال التفوق بالطيران. فهل يمكن أن تقدم الى المعارضة السورية؟.

كانت جهات عدة تأمل أن يصار الى تفاهم أميركي روسي من خلال أعمال قمة الثماني التي انعقدت في ايرلندا الشمالية. لكن أي تفاهم فعلي لم يحصل، لا سيما حول القضيتين الأساسيتين وهما مصير الأسد، وصلاحيات الحكومة الانتقالية. ولا تزال المواقف بين الطرفين متباعدة حول الحل السياسي المطروح. الأمر الذي لا يزال يعقّد مسألةانعقاد مؤتمر “جنيف-2” الذي بات حصوله أمراً غير سهل وإن يكن ليس مستحيلاً.

فضلاً عن ذلك، ثمة انتظار لمعرفة اذا كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية وفوز حسن روحاني رئيساً لإيران سينعكسان بطريقة محددة على الملف السوري، وإذا كان ذلك سيساعد في انعقاد “جنيف-2” بالنظر الى المصالح الدولية التي تؤثر في مسار الأزمة السورية. في الشكل كان هناك تغيير في كلام روحاني حول الوضع السوري، أما في المضمون فإنه لا تغيير. لكن كيف سيترجم ذلك على أرض الواقع، وكيف ستتجه الأمور في ظل الصراع الدولي حول الوضع السوري؟.

اقرأ أيضاً بقلم ثريا شاهين (المستقبل)

“الغموض” الاميركي يُقوّي نفوذ روسيا وإيران في المنطقة

الحريري في موسكو لدرء مخاطر التسويات الكُبرى

تفاوض أميركي- روسي على «وقع» الضربة في سوريا

روسيا تُعدّ ورقة تفاوض لمحادثات جنيف السورية في شباط

الملف الإقليمي ينتظر «ربيع ترامب»

لماذا تركّز واشنطن على الاستقرار في الدرجة الأولى؟

لا أحد يستطيع فرض التوطين على لبنان

روسيا تضغط لإنجاح التفاوض بعد كسر عزلتها الدولية

هل تُعيد واشنطن النظر في تنازلها لموسكو في سوريا؟

ثلاثة احتمالات «تحكم» المرحلة المقبلة.. رئاسياً

أجواء جديدة في المنطقة قد تُنجب رئيساً

التنافس ينحصر بين واشنطن وموسكو.. وليس مع طهران

الحوار حول المنطقة لم يبدأ.. رغم مسار «النووي»

الرهان على نتائج التدخل الروسي «رئاسياً».. فاشل

إيران لن تُعطى في لبنان.. لكنها تحفظ مصالحها

تسويات تُحضَّر في المطابخ الدولية

تطورات عسكرية قريبة «تفرز» وقائع جديدة في سوريا

محاسبة «الكيماوي» السوري بعد محاصرة «النووي» الإيراني

تقدُّم المعارضة في المواجهة يُعيد «جنيف 1» الى الواجهة

روسيا حاولت درء مخاطر إعلان فشل تحرّكها مع السوريين