شراكةُ عون-الحريري… “أيامٌ لها يومٌ عليها”!

بعيدًا من الصيغ الوزاريّة التي تُطرَح على درب حلحلة عُقد التشكيل المنشود، وبعيدًا من الصيغة التي قد تنتصر في آخر النهار بعد لقاءٍ ثلاثيٍّ جمع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس المكلّف في قصر بعبدا حيث كانت جوجلة صيغ قد تنهي إحداها مرارة المسار التأليفي… كيف تبدو شراكة الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري؟

ليست هذه الشراكة معمّرة بقدر ما هي وليدة الأمس القريب، يوم عاد الحريري مفاجئًا الجميع بتسمية العماد ميشال عون رئيسًا للبلاد. مذاك الحين، تراكمت المحبة بين الرجلين وعمّرت أشهرًا مديدة قبل أن تتكرّس لحظة اتخذ عون موقفًا غير محايد إزاء ذهاب الحريري الى السعودية ولاعودته. في ذاك النهار، توجّهت النائبة بهية الحريري إلى قصر بعبدا على ما علمت “الأنباء” واضعةً عودة ابن أخيها في عهدة عون. عاد الحريري وترسّخت حكاية “العهد”، إلى أن أتى دور التشكيل. هنا، لا يمكن الحديث عن صورةٍ ورديّة. فالمسُّ بالصلاحيات هو عنوان المرحلة في الشارع السنّي، لا سيما بعدما لوّح عون بخياراتٍ كان سيلجأ إليها لولا لقاءات ربع الساعة الأخير التي خففت من سخطه ودفعته إلى مزيدٍ من الخيارات والصيغ الحكيمة. البلاد تقف اليوم عند إصرار حزب الله على توزير أحد النواب السنّة الستة، وفيما تقبّل عون الفكرة بقي الحريري يناور إزاءها رافضًا توزير أحد من النواب الستة مقابل تسميتهم شخصًا سابعًا من خارجهم. ولحظة تعقّدت الأمور واستشعر رئيس البلاد خطورة المرحلة لا سيما اقتصاديًّا، قرر أن يرسل رسالة إلى مجلس النواب لإعادة البحث في التكليف. في تلك المرحلة على قصرها ساءت العلاقة بين عون والحريري وسط وابلٍ من اللطشات المتبادلة. وبين النكسة الأولى التي تجسدت في تلويح عون بسحب التكليف من الحريري والنكسة الثانية الأخيرة، كان عون يليّن موقفه ويتضامن مع الحريري ضدّ استهداف شخصه أو شخص والده من الوزير السابق وئام وهّاب.

كانت الأمور تحتاج إلى لقاءٍ ثلاثيٍّ يتدخّل فيه بري لتتلطّف الأجواء، ويتراجع عون عن رسالته ويبحث في صيغ جديدة قد تثمر وقد لا تفعل قريبًا. في الانتظار، يشدد الطرفان على أنّ شراكة عون-الحريري باقية وقابلة للحياة رغم “حرتقات” كثيرين، وإن أتتها العواصف من كلّ حدبٍ فصوب فالطقس الجميل حليفُها في نهاية المطاف. مشهدية تتماهى تمامًا مع كلام وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من لندن ومفاده أن هذه الشراكة ستؤدي إلى تشكيل حكومة رغم كل العقبات.

رامي قطار- “الأنباء”