ندوة حاشدة بمشاركة درباس والعريضي وعطالله حول “كمال جنبلاط والكتاب”

لمناسبة مرور مئة عام على ولادة المعلم الشهيد كمال جنبلاط، نظم النادي الثقافي العربي بالتعاون مع مفوضية الثقافة في الحزب التقدمي الإشتراكي “يوم كمال جنبلاط في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب 62 حيث تشارك كل من الوزيران السابقان غازي العريضي، رشيد درباس والكاتب سمير عطالله، ندوة بعنوان “كمال جنبلاط والكتاب” بحضور حشد من الشخصيات والفعاليات السياسية والثقافية، تقدمهم النائبان أكرم شهيب وفيصل الصايغ، أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، السيد توفيق سلطان والمدعي العام التمييزي السابق القاضي سعيد ميرزا، أعضاء مجلسي القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية والمعتمدين ومدراء الفروع والكشاف التقدمي والاتحاد النسائي التقدمي ومنتدى الفكر التقدمي ومنظمة الشباب التقدمي، رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم، الخبير الإقتصادي الدكتور غازي وزني، وحشد من الحزبيين والشخصيات السياسية واللإجتماعية.

درباس

قدمت الندوة الصحافية نجاة شرف الدين، ثم تحدث درباس عن كمال جنبلاط وروحانيته وفكره، الذي آمن بمرجعية الثوابت البيولوجية والحياتية والنفسية والمعنوية أي المعايير الثابتة للانسان مهما تبدل في ظاهره، مضمنا كلمته بعضا من كتابات جنبلاط الخالدة: “من هنا ذهب كمال جنبلاط إلى فرحه. فمنذ تكوَّنَ وَعْيُه الأول، عاقر الغيبيات وعشق الطبيعة، واستظل بموسيقى شلالاتها، وتوضأ بالضوء، وصلى للعقل الفعال، وترحل بين الأفكار والفلسفات، واستصحب من الأصدقاء مَنْ لا يتوقفون عن الكلام مع أنهم بلا ألسنة ولا حناجر، لكن حروفهم الناطقة كانت تستضيفه في صفحات الفرح، وتنزهه في عوالم الما وراء، من غير أن تفكَّ عقدة التواصل بينه وبين الأرض وناسها لا سيما الفقراء منهم، والمضطهدين.

مضيفا “لقد ارتكب كمال جنبلاط، التقدمية والاستقلال والعروبة ونصرة فلسطين ومحبة الناس، عن سابق تصور وتصميم، وانتظر في مكانه المكشوف تنفيذ الإغتيال راضياً مرضياً ” فبصق جثته”- والتعبير له في رثاء انطون سعادة- في وجه القتلة لأن صديق القمح، كان “يعلم أن حبوبَ سنبلةِ تَجِفُّ ستملأ الوادي سنابل”.

عطالله

من جهته قال عطالله: “إن كمال جنبلاط لم يكن أكبر من لبنان بل أبعد منه، وإن أبعاده الكبرى تجاوزت بأشواط الدائرة والإطار. وهو بحسب تعبيره، في تركيب الطوائف الزعيم الدرزي الأول في لبنان”، واصفا إياه بأنه “ظاهرة لا فرد، وأنه الثابت بين كل متحرك من حوله”. وذكر عطالله في كلمته “أن جنبلاط قد عاش بين الفقراء، ولم يعط السياسة من حياته أكثر مما تستحق”، مهنئا أخيرا من تقمص المعلم بهم”.

العريضي

أما العريضي، فاستهل كلمته آسفا “على الزمن الذي نعيش بعد كمال جنبلاط، زمن المتربعين فيه على مواقع القرار والسلطة لا يقرأون إلا تقارير الفسا”د.

وتناول العريضي بشكل مفصل كل ما له علاقة بأفكار كمال جنبلاط وحياته، مشيرا إلى “أن جنبلاط قتل جسدا لكن مدرسته لم ولن تقفل، والصفحات الجنبلاطية لم ولن تمزق ولو مزقوا جسد المعلم بالرصاص، فرصاص كلمات جنبلاط كان وسيبقى أقوى من أسلحة الغدر، فهو الذي أبى إلا أن يموت في وطنه وبين شعبه من دون التنازل”.

ولفت العريضي أيضا في كلمته، إلى “ما يمكن قراءته في كتب كمال جنبلاط من أدب الحياة والتعامل والحوار والمعشر والمجالس، حرفة السياسة وموازينها وضوابطها وتسوياتها وصناعة القادة وإدارة المعركة، مع الإشارة إلى أن تسويات كمال جنبلاط تختلف تماما عن اتفاقيات المصالح المتعارف عليها اليوم”. كمال جنبلاط بحسب تعبير العريضي، “كتاب سياسي أدبي أخلاقي علمي إنساني مفتوح، تقرأ فيه العروبة والديمقراطية والتنمية البشرية والجنوب والمقاومة، شبعا وكفرشوبا وفلسطين”.

وختم العريضي بدعوة عامة “للمصالحة مع العقل ولو رفض العقل مصالحة البعض في لبنان”.

طلاب المدارس وقراءات شعرية
ولطلاب المدارس حصتهم الخاصة في “يوم كمال جنبلاط”، حيث شهدت أروقة المعرض وقاعاته حشدا طلابيا كبيرا،اذ ألقى الفنان جهاد الأطرش أمام الطلاب قراءات شعرية في كمال جنبلاط من ديوان الفرح، أثرت في الحاضرين صغارا وكبارا، وقد علق الأطرش على هذا الجو الذي أدمع عينيه وأعين الحاضرين قائلا “سنبقى نبكي جنبلاط بكبرياء، الأشجار تموت واقفة”.

وبمبادرة من النادي الثقافي العربي، كان للطلاب لقاء مع المخرج هادي زكاك حول فيلمه الوثائقي “كمال جنبلاط الشاهد والشهادة”، من انتاج “رابطة أصدقاء جنبلاط”، استعرض من خلاله حياة جنبلاط بكل تشعباتها، بدءا من الشق المتعلق بنشأته وشخصيته، مرورا بسيرته السياسية وكتاباته وأعماله الفكرية، إضافة الى الجانب الروحاني المتميز في حياته، بما في ذلك زياراته المستمرة الى الهند التي كان يقصدها للتأمل والتفكير بالحياة ولكي يكون على مقربة من الطبيعة وتفاصيلها. وقد شارك في اللقاء أمين سر الرابطة سعيد الغز، الى جانب حشد من الأساتذة والطلاب.

ومن ضمن يوم كمال جنبلاط خصص النادي الثقافي العربي جناحه لاستضافة مجموعة تواقيع لكتب عن كمال جنبلاط وهي:”ميخائيل نعيمة وكمال جنبلاط” لناتالي الخوري غريب و”جدلية الفكر والسياسة” ليوسف مرتضى وإعداد محسن دلول، وكتاب “كمال جنبلاط أسئلة وحقائق” لرولى عزيز المتني.

أمسية شعرية
أقام دار الرمك العراقي بالتعاون مع دار ناريمان للنشر والطباعة والتوزيع أمسية شعرية شارك بها عدد من الشعراء من لبنان وتونس والجزائر وفلسطين، وهم : عبد المحسن محمد، علي سلمان، سمية تكجي، ذرى البرازي، إبراهيم عودة، انتصار زيد، عنتر رزق الله، وداد الحبيب، وهيثم زيان، بحضور حشد من الأصدقاء والمهتمين. وقدمت الأمسية الإعلامية جيهان دلول ووقع المشاركون دواوينهم الشعرية في جناح دار الرمك وجناح دار ناريمان.

وقد تخللت الأمسية قراءات شعرية متنوعة للمشاركين.

(الأنباء)